للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففي الأقاليم الحارة:

تساعد كثرة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة على سرعة التفاعلات الكيميائية وعلى سرعة تحلل المواد العضوية، ولكن كثرة المياه المتسربة في التربة تساعد من ناحية أخرى على تصفيتها "Leaching" من المواد العضوية المتحللة ومن الأملاح المعدنية القابلة للذوبان، ويترتب على ذلك ظهور نوع فقير من التربة هو تربة اللاتيريت "Laterite" وهي تربة غنية جدًّا بأكاسيد الحديد والألومينيوم، وفقيرة في الجير والأملاح القابلة للذوبان مثل أملاح الفسفات والبوطاس والنترات، كما أنها فقيرة كذلك في المواد الدبالية "Humus" أي العضوية المتحللة تحللًا تامًّا، واللون المشهور لهذه التربة هو اللون الأحمر أو البني بسبب كثرة أكاسيد الحديد التي قد تكون في بعض الأحيان كثيرة بدرجة يمكن معها استغلال هذه التربة كخام من خامات الحديد، وتعتبر تربة اللاتيرت من التربات غير الخصبة بسبب فقرها في المواد اللازمة لغذاء النبات إلا أن ضعف الخصوبة تعوضه إلى حد ما ملاءمة الظروف المناخية التي تساعد على النمو، ولذلك فإنها تنتج رغم فقرها إنتاجًا طيبًا من بعض المحاصيل الزراعية مثل الموز والكاكاو ونخيل الزيت والتوابل، ولقد كانت نفس هذه الظروف هي السبب في نمو الغابات الكثيفة التي تتميز بها مناطق هذه التربة.

وقد أزيلت هذه الغابات من بعض المناطق وحل محلها الإنتاج الزراعي، ويقوم الزراع الوطنيون في المناطق المدارية الرطبة بتطهير بقع معينة من أراضي الغابات لاستغلالها في زراعة محاصيلهم الغذائية، ولكن سرعان ما تفقد هذه البقع الأملاح المعدنية اللازمة لغذاء النبات بسبب كثرة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة وهما عاملان يساعدان على سرعة التجوية الكيميائية، ولهذا السبب فإن هؤلاء الزراع يتبعون عادة أسلوب الزراعة المتنقلة.

وتربة اللاتيريت بمعناها الدقيق، وهي التي تكون قد وصلت إلى آخر مراحل تطورها، قليلة الوجود، والغالب هو وجود أنواع متباينة فيما بينها في درجة تحولها إلى اللاتيريت الحقيقي، ويمكن أن نطلق عليها عمومًا اسم التربات

<<  <   >  >>