روينا عن التِّرمذيِّ، عن عبدِ الله بنِ عَمرٍو رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:((إنَّ بَني إسرائيلَ تَفرقت ثنتين وسَبعِين مِلَّةً، وتَفترق أُمَّتي على ثلاثٍ وسَبعِين مِلَّة، كلهم في النّار إلاّ مِلَّة واحدةً)) قالوا: ومَن هي يا رسول الله؟ قال:((ما أنا عليه وأصحابي)).
وعلى الوجهِ الأوّلِ: الآيةُ خاصَّةٌ، ومِن ثمَّ جاءَ بضمير المشركين في قوله:((كلُّ حزبٍ منهم)).
قوله:(ولكنّه رفع {فَرِحُونَ}) قيل: يعني: كان مِنْ حقِّ الظاهر أن يَجرَّ {فَرِحُونَ}؛ لكونه صفةَ {حِزْبٍ}؛ لأنَّ الصِّفةَ في الأعداد وما هو من قَبِيلها ينبغي أن تكون للمضاف إليه؛ لقوله تعالى:{سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ}[يوسف: ٤٣]، ولكنَّه وصفَ هاهنا المضافَ ليبيِّنَ أنَّ الفرحَ شاملٌ للكلِّ وهو أبلَغُ.
قوله:(وكلُّ خلِيلٍ غَيرُ هاضِمِ نَفسِه) تمامه:
لِوصلِ خلِيلٍ صارمٌ أَو مُعَارِز
((غيرُ هَاضِمِ نَفسِه)) صفة لـ ((كُلُّ خَلِيلٍ)). ((مُعَارِز)) أي: مجانب، بالرّاء والزاي بَعْدَه يقول: كلُّ خليلٍ لا يكسِرُ نفسَه ولا يَحمل أذى صاحبِه، فهو لا محالةَ مُصارِمُه أو مُعاتِبُه.