قوله: (لأن "إن" تحجب عن ذلك): قال الزجاج: " {يَوْمَ} لا يجوز أن يكون منصوبًا بقوله: {مُنتَقِمُونَ}؛ لأن ما بعد {إِنَّا} لا يجوز أن يعمل فيما قبله". قال: وصاحب "الكشف" نصبه بقوله: {إنَّا كَاشِفُوا العَذَابِ}. وقلت: لا يساعد عليه قوله: {إنَّكُمْ عَائِدُونَ}، لأن البطشة الكبرى: إما أن تكون يوم القيامة أو يوم بدر، وقد عقب بقوله:{إنَّا مُنتَقِمُونَ}.
قوله:(كأنه يحمل الملائكة على أن يبطشوا): قال أبو البقاء: "يقال: أبطشته: إذا أمكنته من البطش، أي: نبطش الملائكة"، فعلى هذا: المفعول به محذوف، ويجوز أن تجعل {البَطْشَةَ الكُبْرَى} مفعولًا به على الإسناد المجازي، نحو: جد جده، و {بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}[هود: ٩٩].
وقال ابن جني:"وهي قراءة الحسن وأبي رجاء وطلحة بخلاف، وهذا من: بطش هو، وأبطشته أنا، كقدر وأقدرته، وأما انتصاب {البَطْشَةَ} فبفعل مضمر يدل عليه الظاهر، أي: يوم نبطش من نبطشه، فيبطش البطشة الكبرى، ولك أن تنصب {البَطْشَةَ الكُبْرَى} على أنه مفعول به، كأنه قيل: يوم نقوي البطشة الكبرى عليهم، ونمكنها منهم، كقولك: يوم نسلط القتل عليهم، ونوسع الأخذ منهم".
الراغب:"البطش: تناول الشيء بصولة، قال تعالى:{وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}[الشعراء: ١٣٠] ".