{ماءً مُبارَكًا} كثير المنافع، {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} وحب الزرع الذي من شأنه أن يحصد، وهو ما يقتات به من نحو الحنطة والشعير وغيرهما.
{باسِقاتٍ} طوالًا في السماء: وفي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "باصقات" بإبدال السين صادًا لأجل القاف، {نَضِيدٌ} منضود بعضه فوق بعض، إما أن يراد: كثرة الطلع وتراكمه، أو كثرة ما فيه من الثمر.
{رِزْقًا} على: أنبتناها رزقًا، لأنّ الإنبات في معنى الرزق، أو على أنه مفعول له، أي: أنبتناها لنرزقهم، {كَذلِكَ الْخُرُوجُ} كما حييت هذه البلدة الميتة، كذلك تخرجون أحياء بعد موتكم، والكاف في محل الرفع على الابتداء.
أراد بفرعون: قومه، كقوله:{مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ}[ينس: ٨٣]، لأنّ المعطوف عليه "قوم نوح"، والمعطوفات جماعات.
{كُلٌّ} يجوز أن يراد به: كل واحد منهم، وأن يراد: جميعهم، إلا أنه وحد الضمير الراجع إليه على اللفظ دون المعنى، {فَحَقَّ وَعِيدِ} فوجب وحل وعيدي، وهو كلمة العذاب، وفيه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتهديد لهم.
قوله:(والكاف في محل الرفع على الابتداء): روي عن المصنف رحمه الله: {كَذَلِكَ} الخبر، وهو الظاهر، ولكونه مبتدأ وجه، وهو أن يقال:"ذلك الخروج" مبتدأ وخبر على تأويل: أبو يوسف أبو حنيفة، والكاف كـ"مثل" في: مثل زيد أخوك.