يقول: إن تأويل البيت والكلب في قوله عليه السلام: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب" بالقلب والخلق الذميم، كفر، بناء على المنقول عن النسفي
أقول: فويل للجاهل كل الويل، لأن ذلك التأويل لا يخالف شيئًا من ضروريات الدين. على أن مراد ذلك المؤول يحتمل تجويز ذلك التأويل والمجاز بعد تسليم حمله على ظاهره أو يريد أن فيه إشارة إلى ذا، وتفسير الكتاب وشرح السنة مشحونان بتجويز المعاني المجازية المناسبة للمعاني الحقيقية الظاهرة، بعد الحمل على الظاهر بدون قرينة صارفة عن الحمل على الظاهر إذا لم يكن الظاهر من ضروريات الدين، واشتراط أهل المعاني لإرادة المعنى المجازي، القرينة المانعة عن الحقيقية، ] إنما هو لهجر الحقيقة [والقطع بالمجاز، لا يشك في ذلك من تتبع التفاسير وشروح السنن.
[[فصل] (في غاية المعاملة)]
قال في الإحياء: غاية المعاملة المكاشفة، وغاية المكاشفة معرفة الله، وليست تعني تلك المعرفة الاعتقاد التقليدي ولا ما يحصل بمجادلات المتكلمين، بل نوع تعيين يقذفه الله في قلب العبد، انتهى
أقول: ويشير إلى ذلك قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} ثم إنه يريد بالمعاملة الشريعة الظاهرة لما قال في الإحياء: علم الآخرة قسمان: علم المكاشفة وعلم