بتماس سطوح الأفلاك، فإنه مخالف للحديث القاطع بانفصال بعضها عن بعض. ودليل الفلاسفة مبني على نفي القادر المختار: } وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا {[المائدة: ٦٤]
وأعلم أن في بيان أقاليم الأرض وهيئة بلدانها وسكانها وبحارها وجزائرها وجبالها وأنهارها مؤلفاً مسمى في ألسنة الناس ب "خريدة العجايب". قال طاش كبري زاده في مفتاح السعادة: علم جغرافيا علم يتعرف منه أحوال الأقاليم السبعة وعدد مدتها وجبالها وبراريها وبحارها وأنهارها، إلي غير ذلك من أحوال الربع المعمور.
وأما علم الطب:
فهو علم يبحث فيه عن أحوال بدن الإنسان من الصحة والمرض. وأما البحث عن الأدوية والأغذية فراجع إلي البحث عن البدن، إذ مرجعه أن هذا ينفع البدن وهذا يضره. وفي تعليم المتعلم: حكي عن الشافعي رحمة الله عليه أنه قال: العلم علمان -علم الفقه للأديان، وعلم الطب للأبدان، وما عدا ذلك بلغة مجلس، انتهى. أراد من الفقه المعنى الأعم، وهو معرفة ما للنفس ما لها وما عليها اعتقاداً وعملاً. والبلغة بضم الباء وسكون اللام بمعنى الكفاية. واعلم أن يستمد منه الفقه فهو ملحق به. والاشتغال بهذا العلم فرض كفاية عند الغزالي، ومستحب عند الجمهور.