فهو تعيين أوقات الحوادث الماضية، وهذا الفن بعض من المحاضرات كما صرح به السيد الشريف في شرح المفتاح، قال على القاري في حاشية شرح النخبة: التاريخ الإعلام بوقت الوقايع، انتهى. أقول: هو مصدر أرخ. قال في الصحاح: أرخ الكتاب بيوم كذا، أنتهي. يعني عين وقته بيوم كذا، ويطلق الكتاب المشتمل على القصص بكتاب التواريخ لما فيه من تعيين أوقات القصص، كما يقال: ذكر ما وقع في زمن نبي كذا أو ملك كذا. والزمان عند أهل السنة متجدد معلوم للمخاطب، يقدر به (متجدد) غير معلوم له. وكما تقول: قدم زيد حين قدم عمرو، إذا كان قدوم عمرو معلوماً للمخاطب، بخلاف قدوم زيد، وكما تقول عكس ذلك، إذا كان علم المخاطب على العكس. وتواريخ الرواة يحتاج إليها مخرج الحديث.
وبعض القصص يفيد العبر كقصص الأنبياء والأتقياء، وبعضها يفيد تحريضاً على الغزو وكحكايات الغزوات، وبعضها من قبيل لهو الحديث ككتاب "شاه نامه" قال في مفتاح السعادة: موضوع هذا العلم أحوال الأشخاص الماضية من الأنبياء والأولياء والعلماء والصلحاء والملوك وغيرهم. والغرض منه: الوقوف على الأحوال الماضية، وفائدته العبرة بتلك الأحوال والتنصح بها، انتهى.