يفتخر لأنه هو العالم الحكيم والطود العظيم، لكن كلما يوجد ذلك الراسخ في مشارق الأرض ومغاربها. وبعض من لا يقدر على الخوض فيهما يخوض في مثل الجنس والفصل والهيولي والصورة والدور والتسلسل، تطمئن إليها نفسه ويتم بها عمره، وإذا ذكر في مجلس علو شأن العلماء ورفعة درجاتهم يهتز وتحمر بشرته من السرور، لما أن نفسه تحدثه بأنه منهم، مع أنه ليس بشئ يذكر في جهنم.
وأما علم الفرائض:
فهو باب من الفقه، أفرزه العلماء منه ليعظم الاهتمام به لكثرة الاحتياج إليه، كما أفرزوا كتاب الصلاة. وهو علم يبحث فيه عن أحوال قسمة التركة بين الورثة، وهو أصعب أبواب الفقه، وصعوبته أحد وجوه تسميته نصف العلم. ومن أتم المؤلفات] فيه [السراجية، ومن أحسن شروحها: شرح السيد الشريف.
والبائس الفقير رتب في هذا الباب رسالة سماها "تسهيل الفرائض" وشرحًا لها سماه "الأسهل" يقرب تناولهما للمبتدئين. والماهر في هذا الفن يعظمه الناس ويرغبون فيه، وإن خلا عن معرفة سائر الفنون.