أقول: ولعل الحق التفضيل: ففي كل بلد يكثر في أهله الأمراض يكون الاشتغال به فرض كفاية وينبغي للمسلم أن يستصحب كتاباً معتبراً منه ككتاب ابن الشريف وتذكرة داود، يستغنى عن تسليم نفسه إلي الطبيب الكافر والجاهل.
وأما علم التشريج -بالجيم:
قال في القاموس: تشرج اللحم بالدم تداخل، انتهى. فهو علم يبحث فيه عن أعضاء الإنسان وكيفية تركيبها، وهو من مبادئ علم الطب، ولذا صدر مختصر القانون به. ومن فوائده: معرفة حكمة الخالق الإله وحسن تدبيره. قال الله تعالى: } وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٢١) {[الذريات: ٢٠ - ٢١] قال في شرح المواقف: قد بلغ المدونات من الحكم والمصالح في أعضاء الحيوان خمسة آلاف وما لا يعلم منها أكثر مما علم. قال في مفتاح السعادة: وكتب التشريج أكثر من أن تحصى، ولا أنفع من تصنيف ابن سينا والإمام الرازي.