قال الغزالي: ما من علم إلاّ وله اقتصار-بالراء- واقتصاد- بالدال واستقصاء, ونحن نشير إليها في التفسير والحديث والفقه والكلام ولنقيس بها غيرها.
فالاقتصار في التفسير ما يبلغ ضعف القرآن أي مثله في المقدار, كالوجيز للواحدي. والاقتصاد ثلاثة أضعاف القرآن كالوسيط للواحدي أيضًا. وما وراء ذلك استقصاء.
وأما الحديث: فالاقتصار فيه تحصيل ما في الصحيحين من الأحاديث بتصحيح نسخته عل رجل خبير بعلم متن الحديث, بحيث يقدر على طلب ما يحتاج إليه وقت الحاجة, ولا يلزم حفظ متون الحديث كما لا يلزم حفظ أسامي الرجال. وأما الاقتصاد فيه (فأن) تضيف إلى ما في الصحيحين الأحاديث المذكورة في المسندات الصحيحة. وأما الاستقصاء فما وراء ذلك إلى استيعاب كل ما نقل من الضعيف والقوي, ومعرفة أحوال الرجال وأساميهم.