للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شروط كثيرة، ليس في قدرة البشر الإطلاع عليها، فإن اتفق أن قدر الله تعالى بقية الأسباب، وقعت الإصابة، وإلا أخطأ، انتهى.

وإنما قلنا التي دونتها الفلاسفة، احترازاً عما دونته علماء أهل الإسلام من هيئة السماء والأرض وما فيهما وما بينهما على ما دلت عليه الأخبار. وهذا يسمى الهيئة الإسلامية، ككتاب "الهيئة على طريقة أهل السنة" للسيوطي. وليس الغرض من تدوين هذا معرفة القبلة والأوقات، إذ لا يعرفان بها، بل الغرض منه الإطلاع على عجائب الخلق وانكشاف بعض ما أجملته الآيات والأحاديث. وبعض ما ذكر في الهيئة الإسلامية يخالف ما ذكر في هيئة الفلاسفة، كالسماء فإنها كرية محيطة بالأرض على ما ذكره الفلاسفة. وخيمية مُقَبَّةٌ على جبل قاف على ما ذكره السيوطي نه. فإن نقلاً عن ابن عباس رضي الله. فإن كان ما ذكره الفلاسفة هو الواقع، فمراد ابن عباس -والله أعلم- أنها في حس البصر كذلك، كما قيل في قوله تعالى: } حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ {[الكهف: ٨٦] قال في بعض كتب الكلام: إن النقل إذا خالف الدليل العقلي اليقيني يؤول إلي معنى لا يخالفه، وأما إن لم يكن ما قاله الفلاسفة مدلول الحس ولا مدلول الدليل اليقيني، بل تخميناً محضاً، فالاعتماد على ظاهر المنقول ولا يؤول، كقولهم

<<  <   >  >>