والاشتغال في هذه المرتبة بذكر أقوال المبتدعة وردها إلاّ نادراً, كما يظهر من النظر في رسالته المذكورة.
قوله: وأما الخلافيات, بيان الاستقصاء, ومن المؤلفات في هذه المرتبة: المواقف والمقاصد. وقوله: من المجادلات, المراد به مجادلات المخالفين من الفرق الإسلامية فقط, إذ خلط الفلسفة مع ردها بالكلام, لم ينشأ إلاّ منذ ما نشأ نصير الطوسي وأتباعه, كما صرح به السبكي في كتابه معيد النعم, وزمان الغزالي قبل زمان الطوسي بكثير.
وأقول كما هجر الغزالي الكلام, كذلك هجرته وتبرأت وتبت منه إلى الله تعالى الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات, وأسأل الله أن لا يحشرني يوم القيامة مع المتكلمين, وهذا القول مني بعد اشتغال بالكلام وتأليفي فيه نشر الطوالع, والآن أتمنى أن أجمع نسخة المنتشرة وأحرقها بالنار ولئلا يبقى مني أثر في الكلام, لكني لا أقدر على ذلك.
قال الغزالي: في كتاب قواعد العقائد ما مختصره/ إن الخارج عن مرتبة الاقتصاد-بالدال- في العقائد قسمان: أحدهما بحث من غير العقائد كبحث الاعتمادات والإدراكات إلى غير ذلك, يعني مباحث الجواهر والأعراض.
والأخر زيادة تقرير لأدلة العقائد, وزيادة أسئلة وأجوبة, وذلك