عليهم من أزال ملكهم وشردهم من أوطانهم وسبى ذراريهم, كما هي عادته سبحانه وتعالى وسنته في عباده إذا أعرضوا عن الوحي, وتعوضوا عنه بكلام الملاحدة المعطلة من الفلاسفة وغيرهم, كما سلط على بلاد العرب لما ظهرت فيها الفلسفة والمنطق, واشتغلوا بها فاستولت النصارى على أكثر بلادهم وأصاروهم رعية لهم, وكذلك لما ظهر ذلك في بلاد المشرق سلط الله عليهم عساكر التتار فأبادوا أكثر البلاد الشرقية واستولوا عليها, وكذلك في أواخر المائة الثالثة وأول الرابعة, لما اشتغل أهل العراق بالفلسفة وعلوم أهل الإلحاد, سلط الله عليهم القرامطة الباطنية فكسروا عسكر الخليفة عدة مرات واستولوا على الحجاج واستعرضوهم قتلاً وأسراً واشتدت شوكهم, انتهى.
أقول, أما قوله: بنو إسرائيل هو ما في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ