فلو رأت مقلتا هاروت آيته الكبرى لآمن بعد الكفر ساحرهُ
قامت أدلَّه صدغيه لعاشقه ... على عزول أتى فيه يناظره
خذ من حبيبك ما أعطاك مغتنماً ... وأنت ناه لهذا الدَّهر آمره
فالعمر كالكأس تستحلى أوائله ... لكنه ربما مجَّت أواخره
وكيف يخذل في يوم المعاد فتى ... والناصر ابن رسول الله ناصره
/١٥٥ أ/ إمام عدل لتقوى الله باطنه ... وللجلالة والإحسان ظاهره
تجسَّد الحقُّ في أثناء بردته ... وتوِّجت باسمه العالي منابره
له على سرّ ِستر الغيب مسترقٌ ... فما موارده إلاَّ مصادره
راع بطرف حمى الإسلام ساهره ... ساط بسيف أباد الكفر شاهره
في صدره البحر أو في بطن راحته ... كلاهما يغمر السؤَّال زاخره
يقضى بتفضيله سادات عترته ... لو كان صادقه حيا وباقره
كلُّ الصِّلاة خداجٌ لا تمام لها ... إذا تقضت ولم يذكره ذاكره
كل الكلام قصير عن مناقبه ... إلاَّ إذا نظم القرآن شاعره
محجب في سجوف العز فرجت ... عن نور وجه يباهي الصبح باهره
رأيت ملكاً كبيراً فوق سدَّته ... جبريل داعيه أو ميكال زائره
طوراً أضاءت لموسى نار جذوته ... حتى أنجلت لمناجاة بصائره
نضاه سيفاً على أعداء دولته ... ما كلُّ سف له تثنى خناجره
فضل أصطفاء أتى من غير مسألة ... يغنى به عن أخ برَّ يؤازره
تهنَّ نعمى أمير المؤمنين ودم ... يا أيها الأشراف الميمون طائره
بحدً سيفك آيات العصا نسخت ... إذا تفر عن يوم الرَّوع كافره
/١٥٥ ب/ سل الكلى والطلى يا من يسجله ... فالرمح ناظمه والسيف ناثره
تنجست بدم القتلى صوارمه ... وطهرت بيد التقوى مازره
نض النوال سريع البطش متَّئد ... كالدهر يرجى وما تخشى بوادره
إذا حبا أغنت الأيدى مواهبه ... وإن سطا سدت الدنيا عساكره
أين المفرُّ لمن عاداه من يده ... والوحش والطير أتباع تسايره؟