للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان قريبًا فغدا ... من جملة الأباعد

وكم أخٍ لي قد رمى ... قلبي بسهمٍ صارد

/١٢٢ ب/ أقصدني لمَّا نوى ... لي عن ...... قاصد

واحربا من معشرٍ ... عليَّ بالمراصد

يبدون قولًا صالحًا ... وراء فعلٍ فاسد

فيالها مكيدةً ... من أعظم المكائد

وكتب إلى بعض أصدقائه. وكان له سماع مطرب وغيره مفرطة: [من المنسرح]

إن شئت فاستر على سماعك أو ... إن شئت يومًا فعطِّل السترا

فإنَّ عندي من العفافة ما ... تحمده منظرًا ومختبرا

أمكِّن أذني من السَّماع ولا ... أمكَّن ألحاظ عيني المنظرا

[٤٧٩]

عليُّ بن عبد الجبار بن محمدٍ بن عليِّ بن عبد الرحمن، أبو الحسن القيروانيُّ، الكاتب المعروف بابن الزَّيات.

ولد بسوسة -مدينة بالغرب منها يسير القاصد إلى السُّوس الأقصى- ونشأ بتونس، وتأدب بها؛ ثم خرج عنها إلى الديار المصرية وبلاد الشام، ثم ألقى ..... /١٢٣ أ/ بالموصل، ونزل المدرسة البدرية المطلّة على دجلة، واستقرّ بها مقامه إلى أن توفي بها آخر نهار يوم الثلاثاء ثاني عشر شعبان سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ودفن يوم الأربعاء داخل المدينة بمقبرة الجامع العتيق قبليَّه -تغمده الله برحمته-.

وكان رجلًا قصيرًا أسمر اللون خالطه المشيب عفيفًا مصونًا؛ له عناية بإنشاء الرسائل، وقرض الشعر. ويحفظ من الأشعار جملة وافرة، ومن أقاويل الأندلسيين؛ وله فصول من إنشائه ومكاتبات مليحة، ونظم حسن وبلاغة. وسمع كثيرًا من الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>