للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبوي.

وكان في أخلاقه زعارة، حادّ المزاج، يتعصب لأهل الغرب تعصبًا مفرطًا، صحبته بالموصل مدّة، وكتبت عنه شيئًا من شعره وشعر غيره.

أنشدني لنفسه ما كتبه إلى بعض الوزراء -واسمه يوسف- ويصف قلمه ويهنئه بعيد النحر في أثناء رسالة: [من الكامل]

أبطرفه أم ثغره أم ريقه ... شبَّ الهوى في القلب نار حريقه

أم ليله الغاشي صباح جبينه ... أم خدِّه أورى شعاع رحيقه

/١٢٣ ب/ نشوان أولع ردفه بقوامه ... ولع الفؤاد إذا بدا بخفوقه

يا ناظرًا بعقوقه هب ناظري ... سنة الكرى لمَّا سخا بعقيقه

إنسان عيني قد قضى من دمعها ... في بحره وارحمتا لغريقه

ومنها يصف القلم:

وبمهجتي الألمى الَّذي في كفِّه ... لا اثم معتدل القوام رشيقه

إذ غيثنا من سحبه ومقيلنا ... في ظلِّه وحياتنا من ريقه

ومنها في وصفه أيضًا:

علمٌ لدى كلِّ المكارم في يدٍ ... تعلو فيعلو القصد عند خفوقه

بل صيِّبٌ يهمي المنايا والمنى ... بأسًا وجودًا في خلال بروقه

يا مالكًا أولى فأظهر صنعه ... فرجًا على ضنك الزَّمان وضيقه

هنِّيت بالعيد المبارك بالغًا ... أملًا رجوت الله في تحقيقه

ما بين نحر عدًا وعرفٍ ..... ... من ترك الشكور عرف خلوقه

أبدًا لشتَّى المكرمات مجمِّعًا ... ما تعجز الأيَّام عن تفريقه

ما زاد من صدق الثَّناء ليوسفٍ ... في الحمد بل أثنى على صدِّيقه

وأنشدني أيضًا لنفسه /١٢٤ أ/ يمدح نجم الدين أبا الفتح يوسف بن الحسين بن المجاور الدمشقي بمصر -وزير الملك العزيز عماد الدين عثمان بن يوسف بن أيوب

<<  <  ج: ص:  >  >>