للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب الديار المصرية-: [من الكامل]

منعت رقيب الحيِّ أن يترقَّبا ... وبدت وحشو نقابها لن يحجبا

طلعت فقلنا: الشَّمس لاحت مشرقًا ... وثنت فقلنا: البدر أمَّ المغربا

ماست فكان الغصن طيَّ وشاحها ... ورنت فخلناها تحاكي الرَّبربا

سحبت على حين الوفا أذيالها ... جرَّ الرِّياح ذيولهنَّ على الرُّبى

ونظرت من خلل البرود مفضضًّا ... لبنانها قد صيَّرته مذهبا

ورأت بياض الفجر لاح فأعرضت ... فرقًا وطلق .... مقطِّبا

أفرقت أن نمَّ الصَّباح بمفرقي ... وزجرت للتفريق كافور الصِّبا

لا تعتبي شيئًا ألمَّ بلمَّتي ... إنَّ المشيب غبار معترك الصَّبا

أصحبت وصل الهمِّ ثمَّ صدقتني ... فرددته همًّا به إذ أصحبا

عذبات فرعك يا سعاد لعاشقٍ ... لو لحن أنوار لخال الغيهبا

/١٢٤ ب/ كم قد بذلت عذابه في هجره ... ومنعته عذبًا برودًا أشنبا

ولَّت وقد ضحَّت فضول أزارها ... تيهًا يزيد المغرمين تعجُّبا

عطفت على باب الوزير ...... ... غادرن قلبي بالسَّقام مقلَّبا

تشكو بنو الأيَّام لابن مجاورٍ ... كيما يؤِّنب منهم من أذنبا

أعني أبا الفتح الَّذي دانت له ... رتب الوزارة ... فاغربا

العالم الفطن الجواد المرتضى ... أكرم به من سيِّدٍ ما أخطبا

لله يوسف في صفات سميَّة ... لمَّا أرانا منه خلفًا مذهبا

صدَّقت يا خدن العزيز محاسنًا ... تبدو مخايلها لعينك خلَّبا

ودعيت نجم الدِّين لمَّا كنته ... وطلعت في أفق المعالي كوكبا

فأذعت دين الجود عند خموله ... ونسخت شرع البخل لمَّا أرهبا

بضئيل أقلامٍ جعلت مداده ... حدًّا يقلِّم في الخطوب المقضبا

وجررته كيما يقال مثقَّفًا ... وهززته كيما يقال مشطَّبا

ومن نثره من كتاب كتبه جوابًا عن كتاب وصل من أخيه من المغرب. وكان بلغه

<<  <  ج: ص:  >  >>