للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ثلاثين وستمائة.

وكان شاعرًا مجودًا منتجعًا كثير المدح، قليل الهجاء، جيد القول متينه، قوي اللفظ رصينه. وهو أحد الشعراء الموصوفين المشاهير في عصرنا، المعروفين، أقرّ له بالحذق آية العراق من ذوي الأدب والعلم، ومذهبه في الشعر مذهب الشعراء المتقدمين في جزالة الألفاظ، وإبداع المعاني.

رحل إلى الملوك وامتدحهم فأحسن، ومدح الخلفاء الراشدين -صلوات الله عليهم-؛ الناصر لدين الله، والظاهر، والمستنصر بالله -رحمه الله-.

شاهدته بمدينة السلام سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وأنشدني الكثير من قوله؛ ومعظم شعره يحفظه ويورده، ولم يتوقف في إيراده، ولا يجد /١٢٦ ب/ بذلك سامة ولا ضجرًا.

ومن شعره يقول من قصيدة يمدح بها مولانا الملك الرحيم بدر الدنيا والدين عضد الإسلام والمسلمين تاج الملوك والسلاطين ملك أمراء الشرق والغرب؛ أبا الفضائل غرس أمير المؤمنين -كبت الله أعاديه وقصم ضدّه ومناويه-: [من البسيط]

حطُّوا الرِّحال فقد أودت بها الرَّحل ... ما كلِّفت سيرها خيلٌ ولا إبل

هذا هو الملك بدر الدِّين خير فتًى ... به تعلَّق للراجي الغنى أمل

هذا الَّذي لو يباري فيض راحته ... فيض البحار لما أضحى بها بلل

هذا الَّذي بالنَّدى والبأس يعرفه ... وبالتُّقى كلُّ من يحفى وينتعل

وهي قصيدة طويلة، ولم أجد منها سوى ما ذكرته فان عثرت بباقيها الحقته في مكانه -إن شاء الله تعالى-.

وأنشدني لنفسه في التاريخ المقدم ذكره: [من البسيط]

إلى م أورد عتبًا غير مستمع ... وأنفق العمر بين اليأس والطَّمع

<<  <  ج: ص:  >  >>