للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم أحيل على الأيَّام مغتربًا ... ما يحدث البدع النَّوكى من البدع

آليت أنفكُّ من حلٍّ ومرتحلٍ ... وأن تقول لي الآمال: خذ ودع

/١٢٧ أ/ لا صاحبتني نفسٌ لا تبلِّغني ... مراتب العزِّ لو في ناظر السَّبع

سيصحب الدَّهر منِّي ماجدٌ نجدٌ ... لو داس عرنين أنف الموت لم يرع

أأقبل النَّقص والآباء منجبةٌ ... والبيت في المجد ذو مرأى ومستمع

لأركبنَّ من الأهوال أعظمها ... هولًا وما يحفظ الرَّحمان لم يضع

ولا أكون كمن يسعى وغايته ... ومنتهى سعيه للريِّ والشِّبع

أيذهب العمر لا يخشى معاندتي ... خصمي وجاري بقربي غير منتفع

وبين جنبيَّ عزمٌ يقتضي هممًا ... لو ضمَّها صدر هذا الدَّهر لم يسع

فلا رعى الله أرضًا لا أكون بها ... سمًا لمستوكفٍ غيثًا لمنتجع

كم عاين الدَّهر منِّي صبر مكتهلٍ ... إذ ليس يوجد صبر العود في الجزع

وكم سقاني من كأسٍ على ظمأ ... أمرَّ في الطَّعم من صابٍ ومن سلع

وما رمتني بكرٌ من نوائبه ... إلَّا قتلت وصبري هامد الجزع

سلاه خلا عني هل صحبتهم ... يومًا من الدَّهر إلَّا والوفاء معي

ألقى مسئيهم بالبشر مبتسمًا ... حتَّى كأن لم يخن عهدًا ولم يضع

وسلهم هل وفى لي من ثقاتهم ... حرُّ ولم يشري في نقصي ولم يبع

ثكلتهم ثكل عينٍ ما تبطَّنها ... من القذى أو لثكل العضو للوجع

/١٢٧ ب/ لقد تفكَّرت في شأني وشأنهم ... فبان لي أنَّ ذنبي عندهم ورعي

فاه من زفراتٍ كلَّما صعدت ... في الصَّدر كادت تورِّي النَّار من ضلعي

يسوقها أسفٌ قد ثار من ندمٍ ... يربي على ندم المغبون من كسع

وليس ذاك على مالٍ نعمت به ... حينًا وأفناه صرف الأزلم الجذع

ولا على زلَّةٍ أخشى عواقبها ... والنَّاس حزبان ذو أمنٍ وذو فزع

لكن على دررٍ تزهو جواهرها ... في عقد كلِّ نظامٍ غير منقطع

<<  <  ج: ص:  >  >>