للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توَّجتها معشرًا لا أبتغي عوضًا ... فيها وإنِّي في قومي لذو قنع

وكنت أولى بها منهم وكم مننٍ ... ضاعت وما فائتٌ يمضي بمرتجع

وغرَّني منهم لفظٌ خدعت به ... والنَّاس ما بين مخدوعٍ ومختدع

فلو يكون إلى الأصداف نسبتها ... لكان ... يلهي عن الهلع

لكنَّها الجوهر الطَّبعيُّ قد أمنت ... من التَّشظِّي مدى الأيَّام والطَّبع

ليبعدنِّي عنهم شكُّ ناجيةٍ ... وجناء عقلٍ من التَّوقيع والرقع

أو ذات قلعٍ من العيناء ما عرفت ... في زجرها ... يومًا ولا هدع

ولا رعت عند حمل الثِّقل من ضجرٍ ... ولا إلى هبعٍ جنَّت ولا ربع

تجري مع الرِّيح إن هونًا وإن مرحًا ... فنعم مطلعه من هول مطَّلع

/١٢٨ أ/ فتلك أو هذه أجلو الهموم بها ... إذا تطاول ليل العاجز الضَّرع

يأبى لي المجد أن أرضى بغير رضًا ... ورأي ماضٍ وعزمٍ غير مفترع

ما أقبح الذُّل بالحرِّ الكريم وما ... أسوا وأقبح منه ...

مالي أجمجم في صدري بلابله ... ومنكب الأرض ذو منأى ومتَّسع

وكلُّ أرضٍ إذا يمَّمتها وطني ... وكلُّ قومٍ إذا صاحبتهم شيعي

ولي من الفضل أسناه وأشرفه ... وهمَّةٌ جاوزت بي كلَّ مرتفع

المجد أعتق والآداب بارعة ... وذروة الحمد مصطافي ومرتبعي

لي النَّباهة طبعٌ قد عرفت به ... وكلِّ معنًى من الألفاظ مخترع

فيأسكم من رجوعي بعد منصرفي ... نطاف دجلة تغنيني عن الجرع

سيعرف الخاسر المغبون صفقته ... منَّا ومن ضيَّع البازي بالوضع

لا خير في منزلٍ يشقى الكرام به ... ويلحق السَّيِّد المتبوع بالتَّبع

كم ... قومي لا بل كم أمرتهم ... بحسم داء العدا فيه فلم أطع

فلم أجد بعد يأسي غير مرتحلي ... عنهم لهمٍّ أسلِّيه ومتدع

فإن يريعوا أرع والعقل مكتئب ... والرَّبع خيرٌ ومن للعمي با ....

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>