للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من مجزوء الكامل]

يا ليلةً سمح الزَّمان بها فأعقبني ندامه

ما أحسن الدُّنيا إذا ... كانت أواخرها سلامه

/٤٥ ب/ وأنشدني أيضًا قوله: [من المتقارب]

حسدت البنفسج إذ حلَّ في ... أنامل كفِّ إمام الورى

وقرَّب منه خياشيمه ... وأوما إليه بعين الرِّضا

[٤٨٤]

عليُّ بن محمّد بن صدقة بن سبتي بن هارون بن سليط بن رافعٍ، أبو الحسن بن أبي الحسن الخفاجيُّ البغداديُّ.

كان والده من شعراء الديوان الناصري، وولده هذا أبو الحسن شاعر متأدب، حافظ للقرآن العزيز، فصيح المنطق، عذب الإنشاد والقراءة، حسن الصوت، ففيه حنفي، عارف بالخلاف. تولّى الإعادة بالمدرسة المستنصرية لدروس أقضى القضاة عبد الرحمن ابن إسماعيل بن عبد الرحمن اللامغاني، مدح الناصر والظاهر والمستنصر بالله أمير المؤمنين -صلوات الله عليهم-.

أنشدني لنفسه ببغداد من قصيدة طويلة، يمدح بها الظاهر بأمر الله أبا نصر محمد -رضوان الله عليه- حين تقلّد الخلافة، وبايعة الناس: [من الطويل]

/٤٦ أ/ جزعت فهل يوم النَّوى أنت جازع ... وفاضت .... الدُّموع الهوامع

أحاول أن أستمسك الدَّمع بعدما ... عفا الجزع من وادي النَّقا فالأجارع

مرابع إلف الحيِّ لا زال يغتدي ... عليهنَّ من نوء السِّماك مرابع

أراجعةٌ تلك اللَّيالي حميدةً ... عليَّ وهل ماضٍ من العيش راجع

ومن ذا الَّذي يسترجع اليوم أمسه ... فقد منعت من ردِّ أمس موانع

ومن كفتًى أمسى غريبًا ببلدةٍ ... تعاوده أحزانه وتفاجع

وحيدًا تحامته الأقارب جفوةً ... وضاقت عليه في البلاد المطالع

إذا هجعت عين الخليَّ ترادفت ... عليه الهموم فهو يقظان هاجع

يراقب نجم الصُّبح واللَّيل جانحٌ ... ويرقب نجم اللَّيل والصُّبح طالع

<<  <  ج: ص:  >  >>