للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا خليليَّ بالفلا خلِّياها ... تقطع البيد في الدُّجى بخطاها

شمِّراها فإنَّها قد براها ... بالفيافي الجوى وجذب براها

واستقلَّا على ظهور مطيٍّ ... قد حناها حنينها ووجاها

لاتني في مسيرها وهي أهدى ... في الظَّلام البهيم ممَّن حداها

غنِّياها بذكر من صرع العشق وأودى الهوى ولا تزجراها

فلها حرمةٌ على كلِّ صبٍّ ... روَّحته بي راحةٌ بعناها

[٤٨٣]

عليُّ بن المعافى بن إسماعيل بن الحسين بن الحسن بن أبي الفتح بن أبي السنان، أبو الحسن بن أبي محمدٍ الموصليُّ.

أخبرني أنّه ولد ليلة الخميس الرابع والعشرين /٤٥ أ/ من شوال سنة خمسٍ وتسعين وخمسمائة. حفظ القرآن العزيز، وسمع الحديث على جدِّه لأمّه أبي محمد عبد الله بن الحسن. وتفقه على مذهب الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وأتقنه فهمًا. وصار بالمدرسة القاهرية معيد درس القاضي أبي الفضل عبد الكريم بن محمد بن مهاجر الموصلي. وتولّى تدريس بعض المدارس بالموصل.

وهو مفتي البلد في وقته، وإليه يرجع في الفتاوي، وبقوله يأخذ الناس؛ وهو فقيه عالم مناظر فاضل له معرفة بالتفسير.

أنشدني لنفسه يرثي والده: [من الرمل]

خلِّ ذكراك لمن للعهد وافى ... واذكر الحبر المسمَّى بالمعافى

واندب العلم وأهليه به ... وكذا الزُّهد ومن لله صافى

بشرٌ يجمع من هيبته ... كلَّ شيطانٍ ولو ألقى مسافا

لم يزل يشكر مولاه على ... كلِّ حالٍ منه حتَّى الموت وافى

<<  <  ج: ص:  >  >>