للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا حبيبًا جفا فأورث قلبي ... نار وجدٍ وجفن عيني سهادا

أنت منِّي حللت في أسود القلب ومن مقلتي عدلت السَّوادا

ما بحظِّي إلى الحضيض أراه ... منك يهوي لتشمت الحسَّادا

ما .... من يصفيك ودًّا وحبًّا ... ويفدِّيك أن يثاب بعادا

لا تكن جائرًا عليه من الدَّهر الَّذي لم ينل كريمًا مرادا

يضع الفاضلين ظلمًا ولؤمًا ... دائمًا ثمَّ يرفع الأوغادا

/٤٤ أ/ رمت من صرفه السَّلامة لمَّا ... لم أجد مغنمًا فزاد عنادا

فطلبت الفرار منه إلى ظلِّ مليكٍ فاق الملوك وسادا

فوجدت البرَّ الرَّؤوف الرَّحيم العالم العامل الحليم الجوادا

ملجأ القاصدين كهف المساكين ومن عفوه النُّفوس أفادا

والَّذي الموت والحياة لديه ... فهو أحيا سلمًا وحربًا أبادا

جلَّ عن أن ... مالا يداه ... ملكٌ كلَّما تلفَّظ جادا

لا يرى بذله الدَّنانير جودًا ... إذ سواه يميحها القصَّادا

فإذا جادت الملوك بتبرٍ ... شرفت نفسه وأعطى بلادا

ناده يا أبا الفضائل عند الكرب والهمِّ تلف خير منادى

يغني الفقر يكشف الضُّرَّ يحمي الجار بالسَّيف يهلك الأندادا

جوده وابلٌ أصاب جميع الخلق والعدل منه عمَّ العبادا

يا مليكًا يسرُّ كلَّ ودودٍ ... فعله حين يرغم الأضدادا

أنت روحٌ حللت في كلِّ ذا العالم إذ أصبحوا لك الأجسادا

قد كفاني إنشاد مدحك فخرًا ... لي يا من أسَّ الممالك شادا

وخطيبٌ أثنى عليك كفاه ... شرفًا ذاك إذ رقى الأعوادا

/٤٤ ب/ بك مولاي حين هنَّوك بالعيد أهنِّي الزَّمان والأعيادا

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الخفيف]

لا أرى البرَّ في البريَّة إلَّا ... من لهم برَّ بالعطا والصِّلات

لا الَّذي الذي صام في الهجير وأمسى ... قائمًا ليله مقيم الصَّلاة

وأنشدني لنفسه أيضًا من قصيدة أولها: [من الخفيف]

<<  <  ج: ص:  >  >>