للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعشرين وستمائة إلى وطنه، وعادت سفرته إلى الشام تترى، فسار إليها غير مرّة، واتصل بخدمة أبي الكرم محمد بن علي بن مهاجر، فرفع من قدره ما كان خاملًا، ونفق جوهره /٤٩ ب/ بأعراض برّه وفضله، وله فيه مدحاتٌ كثيرة، وهو صاحب لسانٍ ومعرفة، وفضلٍ حسن.

أنشدني قوله في أبي الكرم محمد بن علي بن مهاجر الموصلي من قصيدة أوّلها:

[من الكامل]

أسقيمة الأجفان عن سقمي سلي ... فعسى يعاود قلبك الإيناس لي

وتجمَّلي في أمر صبٍّ مدنفٍ ... لا خير إلّا في الحبيب المجمل

ما بال طيفك كلَّما لا ينته ... أبدى إليَّ قساوة المتدلِّل

ذلِّي لذلك يا أميمة ظاهرٌ ... فمتى يرقُّ مدلَّلٌ لمذلَّل

يا ضرَّة القمرين رفقًا بالَّذي ... يهواك والبين المبرِّح قد بلي

لم يكفه بعد الدِّيار وفرقةٌ ... تركته حلف تقلقلٍ وتململ

حتَّى اغتدى ما بين أقوامٍ إذا ... أبدى سلام تودُّدٍ لم يقبل

حيران من ألم الصُّدود فسمعه ... لسوى نداء صبابةٍ لم يعقل

ومن مديحها يقول:

لله سرٌّ فيك لاهوتيُّه ... كالشَّمس لا تخفى على المتأمِّل

علمٌ كمندفع الأتيِّ ومقولٌ ... ينسي فصاحته بلاغة جرول

فاسلم نكن بك مدركين ماربًا ... لسوى عفاتك وفرها لم يحفل

[٤٨٧]

/٥٠ أ/ عليُّ بن الحسن بن عليِّ بن سليمان بن محمّد بن عثمان، أبو الحسن، الموصليُّ المولد والمنشأ، الأوانيُّ أبًا وأصلًا.

كان قد لقي جماعة بالموصل من أهل العلم والأدب، ويحفظ شيئًا من الأشعار والحكايات، ونظم شعرًا مدح به الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>