للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لله أيَّامنا والدَّار جامعةٌ ... حسبي التذكُّر من وجدٍ به وكفى

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]

إذا نحن خلَّفنا الجبال وراءنا ... وأفضى بنا السَّير الحثيث إلى الفضا

فلا تحبسا عزم الجياد عن السُّرى ... فإنِّي إلى الحدباء أمضى من ....

إذا ذكرت تهفو بقلبي صبابةٌ ... إليها فما نجدٌ وما ساكنٌ الغضا

وما هي إلَّا حجَّةٌ كتبت لنا ... مضى حكمها فينا وشكرك ما مضى

وزال الرَّجا لمَّا رأيتك سالمًا ... وكلُّ الَّذي يرضيك منَّا هو الرِّضا

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من البسيط]

يا من تشرَّفت الدُّنيا بدولته ... وحدَّثت عن نداه العجم والعرب

هب لي من العيش ما أرجو اللِّقاء به ... فليس يحلو بقلبي غير ما تهب

أفدى الأحبَّة يوم البين إذ حسبوا ... أيَّام بعدي فجاءت ضعف ما حسبوا

/٤٩ أ/ لا تحسبوا أنَّني أهوى الحياة إذا ... ما غبت عنَّا ولا في العيش لي أرب

وإن تجمَّلت حتَّى قيل ..... ... ففي ضميري نار الشَّوق تلتهب

أرجو النَّجاح لآمال وطلعتها ... كالشَّمس في الغيم تبدو ثمَّ تحتجب

عسى الَّذي قدَّر الأسباب يعقبها ... أسباب قربٍ لديكم ليس تنقضب

حسبي رضاكم فلا أبغي به بدلًا ... وما أبالي بأهل الأرض إن غضبوا

[٤٨٦]

عليُّ بن إسماعيل بن يحيى بن أحمد بن مكابر بن الحسين، أبو الحسن بن أبي محمدٍ العنزيُّ النيليُّ.

شاعر ابن شاعر، وقد تقدَّم شعر والده.

أخبرني أنّه ولد بالنيل يوم الأربعاء بين صلاتي الظهر والعصر، وهو اليوم الخامس عشر من ربيع الآخر سنة ثماني وثمانين وخمسمائة.

سافر إلى بلاد الشام سنة سبع وستمائة، وأقام بها سنتين. ثم رجع سنة إحدى

<<  <  ج: ص:  >  >>