للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ينحر الكوم أنَّى تخبُّ ليالي الشِّتاء بطرَّاقها

وإن فخرت عصبةٌ بالسَّماح ... إليك نمَّت بأعراقها

أشارت إليك عيون الورى ... كأنَّك نورٌ لأحداقها

وأضحى صنيعك في العالمين ... كشمس الضُّحى عند إشراقها

إلى الملك الأشرف المرتجى ... تخبُّ الرِّكاب بسوَّاقها

كأنَّ ابن أيُّوب بين العباد ... إليه مقاليد أرزاقها

[٤٨٨]

عليُّ بن الحسن بن موهوب بن موسى بن محمّدٍ، أبو الهيجاء بن أبي عليٍّ الإربليُّ النحويُّ.

أخبرني أنّه ولد بقلعة إربل في صفر سنة خمس وثمانين وخمسمائة. وحفظ القرآن المجيد وعمره اثنتا عشرة سنة على أبي الثناء محمود بن الحسن بن الأرملة النحوي. وأخذ علم النحو عن أبي محمد القاسم بن أحمد بن الموفق المريّ الأمويّ النحوي، وأبي الحسن يحيى بن معطي بن عبد النور الروادي، وأبي بكر المالقيّ، وأبي البقاء يعيش بن عليّ /٥١ ب/ بن يعيش الحلبيّ، وأبي عبد الله محمد بن أبي الوفاء بن القبيصي، وأبي حفص عمر بن أحمد بن أبي بكر العسفى الموصلي النحوي، ومحمود بن الحسن بن الأرملة النحوي.

وقرأ على الصاحب أبي البركات كتبًا أدبية؛ الخطب النباتية، والمقامات الحريرية، وشرح أبيات المفصل من تصنيفه، وشرح الدريدية لأبي البركات النحوي الأنباري، وغيرهم من الفضلاء النحاة. وهو جيد المعرفة في علم الإعراب ومسائله.

أنشدني لنفسه يمدح الوزير الصاحب شرف الدين أبا البركات المستوفي -رحمه الله-: [من مجزوء الكامل]

وقوامك اللَّدن الرَّشيق ... ورضابك العذب الرَّحيق

وفتور عينيك المراض وخدِّك الورد الشَّقيقي

<<  <  ج: ص:  >  >>