للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلُّ أحوال الهوى موهيةٌ ... جلدٌ يرحل أو وجدٌ يقيم

فأجرني من تعدِّي جائرٍ ... ظلت أهواه وقد يهوى الظَّلوم

كم هزبرٍ قتلت مقلته ... عجبًا يفتك بالآساد ريم

عدِّ عنِّي كأسك الملآ ففي ... قربه راحٌ وروحٌ ونعيم

ريقه خمري وفوه قدحي ... وهو لي ساقٍ وشادٍ ونديم

ما لقلبي في سواه أربٌ ... إنَّ في مثل هواه اللَّوم لوم

مثل ما لام الورى أبراهيم في ... بذل معروفٍ به يثرى العديم

ناصر الإسلام والدِّين الَّذي ... كلُّ قلبٍ بمعاليه يهيم

ملكٌ عمَّ البرايا عدله ... وبدا للدّين نهجٌ مستقيم

نصر الله به الإسلام ما ... طلعت شمسٌ وما هبَّ نسيم

/٥٧ أ/ وأرانا بأعاديه الَّذي ... أمَّلوا فيه وما نحن نروم

[٤٩١]

عليُّ بن إبراهيم بن عليِّ بن أبي بكرٍ، أبو الحسن الموصليُّ.

شاب شدا طرفًا من الأدب على أبي العباس أحمد بن الحسين بن الخبّاز النحوي، وكتب بيده كتبًا أدبية، وتميّز وقال شعرًا.

أنشدني لنفسه، وكتب لي بخطه، بمدينة الموصل: [من البسيط]

وشادنٍ صدَّ عن وصلي بلا سببٍ ... ولم يدع هجره صبرًا ولا جلدا

تجمَّعت فيه أوصاف الجمال فقد ... أضحى فريدًا كما حزني به انفردا

أماج حقفًا ثنى غصنًا بدا قمرًا ... وفاح مسكًا رنا ظبيًا سطا أسدا

حاز الجمال كما حاز الكمال جمال الدِّين خير الورى من أمَّه سعدا

قسُّ الفصاحة قيس الرَّأي ... عليَّ وأحنف الحلم عمرو البأس معن ندى

يا أيُّها الصَّاحب الصَّدر الوزير ومن ... عدُّ المناقب منه يغني العددا

كن لي شفيعًا إلى موسى لأنَّك يا ... خير البريَّة خضر الجود دم أبدا

يا من إليه انتهى قصد العلا وسما ... على البريَّة بالإحسان مذ ولدا

/٥٧ ب/ أنظر إليَّ بعينٍ ما نظرت بها ... شخصًا فبات يعاني بعدها كمدا

<<  <  ج: ص:  >  >>