للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تشتكي فقده العواصم بل تندب مثواه هضبها والوهاد

وعراض الجواسق البيض قد أضحت عليها بعد العزيز السَّواد

وأنشدني لنفسه: [من الرجز]

لولا هوًى بقلبه تعرَّضا ... ما شاقه برقٌ بنجدٍ أو مضا

/٨٥ ب/ لمَّا أضاء موهنًا هام به ... فؤاده شوقًا إلى ذات الإضا

وانقاد من بعد الجموح وارعوى ... إلى الهوى وكان صعبًا ريِّضا

رماه ريمٌ من بني التُّرك له ... شمائلٌ يخجل بانات الغضا

بدر دجًى عرَّضني إعراضه ... إلى البلى أكرم به معرِّضا

يقيمه عند القعود ردفه ... وربَّما أقعده إن نهضا

دانٍ بعيدٌ هاجرٌ مواصلٌ ... بحبِّه أسهرني وغمَّضا

حرَّضني على هواه حسنه ... حتَّى إذا استحكم صرت حرضا

يا ماطلًا دين فتًى غريمه ... غرامه هل للديون مقتضى

أسهرت جفن مغرمٍ بحقِّه ... لما يلاقي في هواك لو قضى

كأنَّما بات لما يلقى على ... شوك القتاد أو على جمر الغضا

ضعيف عهد لم أزل أحفظه ... بصحَّة تعقب قلبي مرضا

ملكت فاسجح كم إلى كم تعتدي ... عليَّ ظلمًا مقبلًا أو معرضا

فتارةً ترفعني منبسطًا ... وتارةً تخفضني منقبضا

حملت في حبِّك ما لو أنَّه ... كان على وجه النَّهار ما أضا

ترفُّقًا يا شمس بالصَّبِّ فقد ... ألقى إليك أمره وفوَّضَّا

/٨٦ أ/ أبغض عذَّالي في هواه من ... عاين من قبلي محبًّا مبغضا

وأنشدني لنفسه وقد ألزمه العلاء بن سامح، وكان يتولّى الإشراف بديوان إربل بولاية المارستان، فكتب إلى الوزير الولي يستقيل من ذلك: [من مجزوء الكامل]

يا أيُّها المولى الوزير وذا الرِّعاية والعنايه

إنَّ العلاء أضلَّني ... في القول عن طرق الهدايه

<<  <  ج: ص:  >  >>