للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راكبًا كور الهوى وله ... طلبٌ يحدو إلى سكنه

شام من سروندكار سنى ... بارقٍ أغراه من دمنه

وبذاك الحيِّ لي رشأ ... خان ظلمًا عهد مؤتمنه

/٨٤ ب/ نكِّبوا عن سحر مقلته ... ...... من فتنه

ما على العذّال من رجلٍ ... سرُّه أفضى إلى علنه

لم يدع وقر النَّوى فغدا ... لاستماع العذل في أذنه

قارن التَّبريح مهجته ... حيث جدَّ البين في قرنه

سافحًا بالسَّفح أدمعه ... لأهيل الحزن كم حزنه

هل فكاكٌ يرتجى أممًا ... لأسير القلب مرتهنه

قد روت أجفانه خبرًا ... سلسلته العين عن شجنه

بعض ما يلقاه من كمدٍ ... ذاد جفن العين عن وسنه

وأنشدني، وكان قد أشرف على حارم في صحبة مخدومه الأمير ناصر الدين محمد بن قرطايا -رحمه الله تعالى- فسأله أن يرثي السلطان الملك العزيز -صاحب حلب- ويذم حارمًا، وكان مرض بها الملك العزيز، فحمل إلى حلب، فتوفي بها وذلك في سنة أربع وثلاثين وستمائة: [من الخفيف]

كلُّ باقٍ إلى الفناء يعاد ... والمنايا فقيدها لا يعاد

أحرم اللَّه حارمًا هاطل المزن ولا أخضرَّ عودها الميَّاد

أعدمتنا الملك العزيز ومن كانت ملوك الدُّنيَّا به تقتاد

ملكٌ كان فيه للطالب الرَّاجي عطاءٌ وللخصوم عناد

ما لدهرٍ قضى علينا بتفريق مليكٍ بقاؤه مرتاد

قد كرهنا حياة قومٍ فعاشوا ... وأرادوا بقاء قومٍ فبادوا

فجعةٌ عمَّت البد ورزءٌ ... لم تفاجأ بمثله الآباد

ومصابٌ في الدِّين أبكى بني الدَّهر وخرَّت لوقعه الأطواد

لو رأينا شخص الحمام برته ... مرهفاتٌ بيضٌ وجردٌ جياد

أو ملكنا عنه الفداء لجانٍ ... كلُّ نفسٍ إلى المنون تقاد

تستزيد العدا الخطوب وما بعد مصاب العزيز ما يستزاد

<<  <  ج: ص:  >  >>