للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تناءى إذا تدنو وتدنو إذا نأت ... ففي قربها بعدٌ وفي بعدها قرب

لقد سائني ما سرَّها من صدودها ... وقد جدَّني في حبِّها ذلك اللَّعب

على م وحتَّى م التَّدلُّل والعجب ... ألم يكفها أنِّي بها والهٌ صبُّ

كليني لهم فيك يا ليل ناصبٍ ... ونار اشتياقٍ بين جنبيَّ لا تخبو

تعلَّمت رصد النَّجم لولا تخونني ... قصار جفونٍ لا يجفُّ لها غرب

أحنُّ وأصبو كلَّ يومٍ وليلةٍ ... غرامًا إلى من لا تحنُّ ولا تصبو

/٨٣ ب/ عدمت دلال الغانيات فإنَّه ... شجى كلِّ نفسٍ يستخفُّ بها الحبُّ

تسمَّين بالحسنى وهنَّ ظوالمٌ ... وحالفن ما تحوي البراقع والنُّقب

فما أجملت جملٌ غداة فراقنا ... ولا أسعدت سعدى ولا أعتبت عتب

وعيسٍ كأمثال الحنايا ضوامرٍ ... لها النَّصُّ والإرقال في سيرها دأب

مراسيل لا جذب البُّرى يستزيدها ... ولا يزدهيها ذو فج لا ولا هضب

تقل بني الحاجات من كلِّ نازحٍ ... قصيٍّ له من شحبها دائمًا شرب

إذا وردوا من بعد خمسٍ وأوردوا ... مغيض عباب الماء منهم إذا عبُّوا

سريت بهم واللَّيل مرخٍ رواقه ... وسرت ووجه الشَّمس ليس لها حجب

بمذهلة يخشى الظَّليم طروقها ... ودوِّيَّةٍ قفرٍ يحار لها الضَّبُّ

سكارى نعاسٍ أصبحوا بادِّلاجهم ... يميلون أحيانًا كأنَّهم شرب

فلمَّا بدا نخل العراق وصفَّقت ... جداوله وافترَّ عن زهره العشب

نشرت لهم من نور عيني مؤنةً ... وقلت: لي البشرى بنيل المنى هبُّوا

تدارككم جود الخليفة إنَّه ... هو النَّائل الفضفاض والمنهل العذب

/٨٤ أ/ وأنشدني لنفسه يتشوق إلى وطنه بسروندكار، وصنع ذلك بديهة:

[من المديد]

حنَّ محزونٌ إلى وطنه ... فبكى المفقود من زمنه

وتغنَّى منشدًا غزلًا ... فحكاه الطَّير في فننه

<<  <  ج: ص:  >  >>