للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جذلان ما فترت صبابة مغرمٍ ... أمسى يغازله بطرفٍ فاتر

يرنو فينتهب القلوب وحسنه ... نهب العيون كذاك دأب الثَّائر

أحنو عليه بوجد قلبٍ ناسكٍ ... وأحار فيه بلحظ طرفٍ فاجر

متلوِّنٌ حذر الرَّقيب يصدُّ عن ... قربي وباطنه خلاف الظَّاهر

يا ناعس الأجفان هب لي رقدةً ... إن كنت تسمح إنَّ طيفك زائري

ذهبت بموعدك السُّنون فجد .... ... ومضت عقابيل الشَّباب قبادر

ولقد أطعت هواك غير مراقبٍ ... وعصيت نصح العذل غير محاذر

فإلى متى أنا في غيابات الهوى ... سكران بين عواذلٍ وعواذر

/٨٢ ب/ ولئن عثرت وقد ألَّم بلَّمتي ... صبح المشيب فلالعًا للعاثر

ولربَّ باكيةٍ وقد ودَّعتها ... شرقًا بوابل دمعي المتحادر

طفقت تلوم على الزَّماع وتشتكي ... غدرات أيَّام الزَّمان الغادر

فأجبتها بحشاشةٍ مقروحةٍ ... والعيس تهوي كالعقاب الكاسر

كفِّي فقد كفلت مناك مكارم المستنصر بن الظَّاهر بن النَّاصر

وقال أيضًا: [من الطويل]

ألمَّت بنا ليلى وقد هوَّم الرَّكب ... وأبدت لنا العتبى وفي طيِّها عتب

وحيَّت فأحيت ثمَّ سارت وخلَّفت ... رسيس هوًى في الصَّدر ليس له طبُّ

أتطرقنا وهنًا ومن رقبائها ... سنى وجهها الوضَّاح والمندل الرَّطب

تميل لفرط العجب أو مرح الصِّبا ... كما مال من مرِّ الصَّبا الغصن الرَّطب

/٨٣ أ/ كليلة حدِّ الطَّرف يفعل جفنها ... بألبابنا ما يفعل الصَّارم العضب

بديعة وصفٍ كمَّل اللَّه حسنها ... فليس لها في الخلق مثلٌ ولا ترب

ففي نور وجه الشَّمس منها مشابهٌ ... وفي رائق الصَّهباء من ريقها ضرب

شكوت فما رقَّت ورقَّت لشكوتي ... كواعب أترابٌ لها .... عرب

خلا قلبها من كلِّ وجدٍ ولوعةٍ ... ولم يخل من لوعات وجدٍ بها قلب

تجود بوعدٍ حين ينأى مزارها ... وتخلفه عهدًا إذا التأم الشَّعب

<<  <  ج: ص:  >  >>