للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبثُّ إليه ما أجن وكلَّما ... بكيت عقيقًا ظلَّ يبسم عن درِّ

يموت به صبري فتبكيه لوعتي ... كما بكت الخنساء حزنًا على صخر

قريبٌ ترائيه بعيدٌ مناله ... نراه كما ترنو العيون إلى البدر

/٨١ ب/ إذا ما اهتدى قلبي بنور جبينه ... سبيل رشادٍ ظلَّ في ظلم الشَّعر

فعذت به عن سلوتي عند عاذلٍ ... أقام به إذ قام معتذرًا عذري

غدا خاله موسى كليمًا بناظري ... وما بطلت عيناه من عمل السِّحر

ومن عجبٍ والنَّار في صحن خدِّه ... يذوب بها قلبي ودمعي الَّذي يجري

تغير على العشَّاق زرقاء ثغره ... كما فعلت زرق الأسنَّة في ثغر

يعربد من سكر الشَّباب وجهله ... ومحتملٌ جهل الشَّباب على السُّكر

ظفرت به في النَّحر يذبح سلوتي ... فقبَّلته ألفًا على ذلك النَّحر

ولا عدل في شرع الهوى أيحدُّني ... وينجو بلا حدٍّ ومن ريقه خمري؟ !

شرحت له إيضاح وجدي مفصَّلًا ... فما ضرَّه لو كان في لمعٍ يقري

فحاجبه نون الوقاية وما وقت ... على شرطها فعل الجفون من الكسر

أضيف إلى ليل المحبِّين شعره ... فطال ولولا ذاك ما خصَّ بالجرِّ

لهيب فؤادي من لهيب خدوده ... وسقمي الَّذي أشكوه من سقم الخصر

دعيت قتيل البيض والسُّمر في الهوى ... وإن كنت أردي القرم بالبيض والسُّمر

لقد خاب من يدعو طليق دموعه ... لنصرة قلبٍ مات في ضرر الأسر

/٨٢ أ/ أبادية الأعراب كيف خفرتم ... ذمامي وأقدمتم على الذَّمِّ والغدر

فضلتم قصيًّا في الخداع لمغرمٍ ... غدا كأبي غبشان في .....

كتمت هواكم عن خليلي وصاحبي ... فنمَّ به سقمي وعيل به صبري

وأعجزني حصر الَّذي بي من الأسى ... كما أعجزت نعمى الخليفة عن حصر

وقال أيضًا: [من الكامل]

أكثرت من ذكر العذيب وحاجر ... وملاعبٍ خرسٍ ورسمٍ داثر

خذ في صفات مهفهفٍ علِّقته ... متلاشيًا مثل القضيب النَّاضر

<<  <  ج: ص:  >  >>