للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويردي الكمَّي القرم منه بطعنةٍ ... لها نفذٌ في متنه وهو دارع

جيوشٌ تجيش الأرض من خوف بأسها ... ويدنو إليها المطلب المتتابع

له الرَّاية السَّوداء لونًا وفعلها ... إذا ما التقى الجمعان أبيض ناصع

ذوائبها تحكي فؤاد عدوِّه ... بلا جزعٍ في خفقها وهو جازع

تطير على الأعداء حتَّى كأنَّها ... عقابٌ على شيءٍ من الطَّير واقع

معوَّدةٌ بالنَّصر تسري رياحها ... علينا رخاءً وهي فيهم زعازع

تحوم عليها الطَّير في كلِّ مأزقٍ ... على ثقةٍ ممَّا قرتها الوقائع

يثقِّفها في الرَّوع أغلب باسلٌ ... لدى الحرب مشبوح الذِّراعين رائع

جوادٌ إذا ما أتلف الدَّهر مخلفٌّ ... وخرقٌ إذا ما خرَّق الدَّهر راقع

إليك حثثنا اليعملات على الوجى ... وفي الرَّكب أشتاتٌ ظليعٌ وظالع

دعونا بها عرض الفلاة وعندنا ... وسائل نبغي ردَّها وذرائع

/٨١ أ/ نؤمُّ أمير المؤمنين ومن به ... يقدُّ من الخطب الجسيم الأخادع

سأملأ أقطار البلاد مدائحًا ... إذا كان لي من رأيه اليوم شافع

وما الشِّعر يغني أوَّل منه آخرًا ... ولكنَّه مثل المياه منابع

بقيت أمير المؤمنين مخلَّدًا ... لهذا الورى ما كبَّر اللَّه راكع

بقاؤك للدنيا وللدين عزَّةٌ ... وفخرٌ وفضلٌ بيِّنٌ وصنائع

وقال أيضًا: [من الطويل]

منالك من طيف الخيال الَّذي يسري ... يدلُّ على الوجد الَّذي حيث لا أدري

أتى الجانب الغربيَّ وهو بمانعٍ ... من الجانب الشَّرقيِّ يسري إلى القصر

فأنَّى اهتدى واللَّيل ما شقَّ جيبه ... ولا كشفت عن وجهه سدف الخمر

ألم نحي [يومًا] في أمانٍ من الكرى ... فلمَّا تيقَّظنا له فرَّ عن ذعر

يذكرِّنا إخلاف وعدٍ ممنَّعٍ ... يبيت على وصلٍ ويضحي على هجر

غزالٌ له من أخته نور وجهها ... إذا ما بدت في صبغ أثوابها الحمر

<<  <  ج: ص:  >  >>