للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصدِّق ظنِّي عنده وهو كاذبٌ ... وأوصل واهي حبله وهو قاطع

ولولا جوًى بين الجوانح لم أكن ... أصدِّق ما قال الخيال المخادع

وما تلفي في الحبِّ إلا مطامعي ... وأقتل أدواء الرِّجال المطامع

إلى م نديمي للفراق ندامتي ... وكأسي تباريها الدُّموع الهوامع

/٨٠ أ/ أعلوةُ لو أجدى المرقِّش جذُّه ... لإصبعه جذَّت عليك الأصابع

فلا تحسبي ودِّي يزول مقيمه ... ولو زال رضوى واستحال متالع

فلولا أيادٍ .... عميمةٍ ... لزرت ولو أنَّ الرِّماح شوارع

أيادٍ من المستنصر بن محمَّدٍ ... يلاحظها طرف المنى وهو خاشع

سحائب جودٍ عمَّت الأرض فاستوت ... أباطح من شؤبوبها وأجارع

له منهجٌ في الحّقِّ يدعو إلى الهدى ... وينسخ ما نصَّت عليه الشَّرائع

تقبِّل تيجان الملوك ترابه ... وأعناقها صعرٌ لديه خواضع

إمامٌ عليه للعبادة شيمةٌ ... وفي وجهه نور النُّبوَّة ساطع

حليمٌ يريك العفو فضل اقتداره ... على كلِّ جانٍ أسلمته الضَّرائع

بعيد مغار الكيد يمزج صبره ... لأعدائه بالسُّمِّ والسُّمُّ ناقع

وأبيض وضَّاح الجبين كأنَّما ... محيَّاه بدرٌ في الدُّجنَّة طالع

كريم السَّجايا فيه للَّه مخلصًا ... حياءٌ وحلمٌ راجحٌ وتواضع

فريد له في الجود وجدٌ محالفٌ ... وبدعٌ له في المكرمات بدائع

نبيلٌ فلا يبقي نوالًا كأنَّما ... خزائنه في راحتيه ودائع

مناقب تبدو في سناءٍ ورتبةٍ ... وعزٍّ كما تبدو النُّجوم الطَّوالع

/٨ ب/ له الأمر بعد الأمر للَّه وحده ... فما مؤمنٌ إلَّا مطيعٌ وسامع

يذبُّ عن الإسلام حبًّا ورغبةً ... ويمنع عنه مخلصًا ويدافع

بكلِّ شديد البأس مستحصد القوى ... إذا تمَّ لم يردعه في الأمر رادع

يخوض غمار الحزن والموت أحمرٌ ... يلاحظه والنَّقع أصفر فاقع

<<  <  ج: ص:  >  >>