للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/٧٩ أ/ فتى في جماع المال والملك زاهدٌ ... وفي جمع أزكى الحمد والشُّكر راغب

ينيل جزيلًا ثمَّ يغدو كأنَّه ... لفرط احتقال المال في البذل طالب

فكلُّ عدوٍّ حيث تلقاه خاضعٌ ... وكلُّ بليغٍ حيث يلقاه خاطب

إذا ما سطا في حومة الحرب والوغى ... تدنَّى له سمر القنا والقواضب

عليمٌ بأعقاب الأمور مؤيَّدٌ ... تخبِّره عمَّا يكون التَّجارب

إذا ما سرى في مبهم الخطب رأيه ... تجلَّت له عمَّا لديه الغياهب

متى جال في حرب رأيت غريضه ... إذا قام منه جانبٌ مال جانب

أمولاي ركن الدِّين شكرًا فإنَّها ... منائح يعطاها الفتى ومواهب

سما قرطايا بالفخار ومن تكن ... .... لا تعتريه المعايب

أتاك أناسٌ جاهدون من الطِّوى ... عصائب يقفو إثرهنَّ عصائب

فعاجوا فأثنوا بالَّذي أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب

فعش سالمًا ما ماس في فنِّ دوحةٍ ... قضيبٌ أمالته الصَّبا والجنائب

وفي .... التَّعريض بالأمر غنيةٌ ... إذ الجود عمَّا يقتضي الوعد نائب

وقال أيضًا: [من الطويل]

جوًى في الحشا تطوى عليه الأضالع ... أكتِّمه صونًا له وهو شائع

/٧٩ ب/ دعوني وفيض الدَّمع أشف بوبله ... غليلي فقد بان الحبيب المضاجع

نبا السَّمع عن داعٍ دعا بقطيعة ... أقضَّت لها بعد الفراق المضاجع

سرت بسروري والهجوع ركابهم ... فلا القلب مسرورٌ ولا الطَّرف هاجع

هم تركوني للهموم دريئةً ... أنازع من همِّي بهم ما أنَّازع

مقيمًا بزوراء العراق وبيننا ... مدًى لمسير الأعوجيَّات واسع

أحنُّ لخفَّاقٍ النَّسيم إذا سرى ... ويطربني برقٌ من الشَّام لامع

وأذكر أيَّامًا بعلويِّ جوشنٍ ... تولَّت وهل تذكارها لي نافع

وعيشًا صفيق الظِّلِّ أخضر ناضرًا ... إذ الشَّمل دانٍ والحبيب مطاوع

مواسم لذَّاتٍ على الفيض لم تدم ... متى ذكرت فاضت عليها المدامع

سلامٌ على تلك الدِّيار فإنَّ لي ... حنينًا إلى سكَّانها يتتابع

تحدِّثني الأحلام بالقرب منهم ... فيا طيب ما توحي إليَّ المسامع

<<  <  ج: ص:  >  >>