للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطارد عنك الموت قسرًا وإنَّه ... لعثرة أبناء الكرام مقيل

حمى وحوى الأقوام بعدك غيره ... وأنَّى لهم بالحجِّ منه كفيل

إلى ظلِّه ملنا ونحن عصابةٌ ... لنا مسرحٌ من جوده ومقيل

شهابٌ براه الله للخطب ثاقبٌ ... ومصباح سارٍ في الظَّلام دليل

وخير الورى من لاذ قومٌ بظلِّه ... ومن ليس للعافين عنه عدول

وقال، وكتب بها جوابًا إلى اصحب له بنصيبين، وهو يومئذ بحلب في سنة إحدى وثلاثين وستمائة: [من الطويل]

أتاني كتابٌ منك هيَّج لوعتي ... فكدت بدمعي يا أخا الودِّ أشرق

أتى مخبرًا عن صفو ودٍ كأنَّه ... وحقِّك عمَّا في ضميري ينطق

وهيهات أن تحوي اشتياقي رسائلٌ ... وتحمل أشجاني جيادٌ وأينق

عليك سلام الله من ذي حفيظةٍ ... له مدمعٌ صافٍ ووردٌ مرنَّق

/٧٨ ب/ متى خطرت من جانب الشَّرق نفحةٌ ... تكاد لها روحي من الشَّوق تزهق

ويذكرني ربع التَّصابي وأنسه ... نسيم الصَّبا والبارق المتألِّق

فللَّه صبٌّ في نصيبين قلبه ... غدا موثقًا والجسم بالشَّام مطلق

يهيِّج وجدي من قويقٍ ولوعتي ... لذكراك ماء الزَّاهر المترقرق

وأشتاق روضاتٍ هناك أريضةً ... شهيَّة مرأى العين بالطِّيب تعبق

عليها كسقط الطَّلِّ منثور لؤلؤٍ ... وفيها لصفو الظِّلِّ حسنٌ ورونق

وما هي إلَّا كالبلاد وإن غدت ... بك من شوقٍ تخبُّ وتعنق

فسقَّى رباها لامع الودق هاطلٌ ... من الغيث وسميُّ السَّحائب مغدق

يقولون بعد الخلب يخلق ودُّهم ... وحاشا ودادي أو ودادك يخلق

وعدت فلا نشر النَّسيم معنبرٌ ... كعهدي ولا غصن الأراكة مورق

عسى الله يدني الدَّار بعد تباعدٍ ... فيضحى جميعًا شملنا المتفرِّق

وقال أيضًا: [من الطويل]

وقائلةٍ باد الكرام فلا ترى ... من النَّاس من تطوى إليه السَّباسب

فقلت: اقصري واسترشدي سبل الهدى ... لديك إذا ضاقت عليك المواهب

فإنَّ احمد المحمود في البأس والنَّدى ... لأكرم من تحدى إليه النَّجائب

<<  <  ج: ص:  >  >>