للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلت: حديث النَّفس ترجى حياته ... ولم أدر أنَّ الحال فيك تحول

أيا سالبي سربال صبري وملبسي ... حدادًا عليه طرزهنَّ خمول

ويا جبلًا قد كنت معتصمًا به ... أكفُّ به كفَّ الرَّدَّى وأصول

دعوتك للأيَّام دغوة خائفٍ ... مكائد دهرٍ كلُّهنَّ غلول

فأعياك عن ردِّ الجواب فهل فتًى ... يصحُّ لبث الحزن حيث أقول

وحسبك دمعي فهو نصرة خاذلٍ ... له مسرحٌ في وجنتي ومسيل

إذا ما دعوت الصَّبر .... ... من الصَّدِّ كثر الصَّبر عنه قليل

فيا ليته يحيا طريحًا وليتني ... أقول لوفد العائدين عليل

/٧٧ ب/ وتسمع تعليل الأساة وقولهم ... إلى البرء يفضي أمره ويؤول

نعى قومه بالشَّرق ناعٍ فجاءهً ... فكادت له شمُّ الجبال تزول

نعى ناصر الدِّين الأمير محمَّدًا ... فطارت قلوبٌ فجعةً وعقول

فتًى كان غوثًا للطَّريد وظلُّه ... على آمليه والعفاة ظليل

خفيفٌ على قلب الصَّديق ووطؤه ... شديدٌ على نحر العدوِّ ثقيل

يسرُّك في صدر المواكب كثرةً ... ويرضيك قولًا منه وهو رسيل

عدمت صهيل الصَّافنات ولا أرى ... جيادك تجري بينها وتجول

سقى قبرك الغرَّ الغوادي وجاده ... سحابٌ إذا ضنَّ السَّحاب هطول

وآنس مغناك الجديد برحمةٍ ... لها حجبٌ من نورها وحجول

أقمت بأرضٍ لا خليلٌ مساعدٌ ... ولا صاحبٌ في النَّائبات خليل

ولا صارمٌ عضبٌ يذود به الرَّدى ... ولا نائلٌ تسخو به وتنيل

وكنت أخا الحرب العوان وللظُّبا ... على هامة اللَّيث الكميِّ صليل

فكيف وهى البأس الشَّديد وجاءنا ... عزيز القياد منك وهو ذليل

أخانتك سمر الذَّابلات أم اغتدى ... حسامك يوم الرُّوع وهو كليل

فبعدك ما وجه المسرَّات أبيضٌ ... لدي ولا طرف الزَّمان كحيل

/٧٨ أ/ وما كنت إلَّا البدر تمَّ طلوعه ... فعاوده بعد الطُّلوع أفول

فلو كان يفدى ميِّتٌ كنت تفتدي ... ولكنَّه ما لا يقيه بديل

ولو كنت تحمى بالصَّوارم والقنا ... حماك أخٌ في النَّائبات حمول

<<  <  ج: ص:  >  >>