للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥٠٥]

/٨٧ أ/ عليُّ بن عثمان بن عبد الأعلى بن صدقة بن عبد الواحد، أبو الحسن البغداديّ

رجل خيّر وعنده فضل وسكون، صحيح الفكرة، جيد القريحة.

كانت ولادته في يوم الإثنين سادس صفر سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

سمع أبا الفرج بن الجوزي، وعمر بن طبرزد، وابن سكينة عبد الوهاب، وعبد العزيز بن الأخضر وجماعة سواهم. وحفظ القرآن الكريم.

فمن شعره ما أنشدني -في أواخر شوال بمدينة السلام سنة تسع وثلاثين وستمائة- يمدح المستنصر بالله -رضوان الله عليه-: [من البسيط]

بانوا فبان عن المضنى تجلُّده ... وعزَّ ناصره فيهم ومسعده

أسروا بنومي إذ سارت ركابهم ... فاللَّيل مذ فارقوني لست أرقده

لو حمَّلوه لرضوى يوم بينهم ... بعض الَّذي حمَّلوني ذاب جلمده

باللَّه يا عاذلي فيمن أحبُّ أما ... يكفيك منه لإتلافي تغمُّده

أقصر عن اللَّوم فالمغرى المحبُّ إذا ... أردت إصلاحه باللَّوم تفسده

ما كان يخطر لي أنَّ الزَّمان كذا ... يقصي حبيبي عن عيني ويبعده

/٨٧ ب/ لا تحسبنِّى إن شطَّ المزار بنا ... أحول في الحبِّ عما كنت تعهده

إن لم تصلني فعدني بالوصال عسى ... يحيي المعنَّى البعيد الدَّار موعده

كما أعاد هشيم الدَّهر حين ذوى ... بادي الغضارة حتَّى ماس أعيده

خليفةٌ خلق الرَّحمان راحته ... للبذل واللَّه يبقيه ويعضده

نهاره في اعتماد العرف [ينفقه] ... واللَّيل يفنيه أورادًا تهجُّده

آراؤه في طلاب العدل ثاقبةٌ ... كأنَّما مقصد الفاروق مقصده

فلو رآه وما يأتيه من كرمٍ ... لكان يحمده -واللَّه- أحمده

إذا رأى المجتدي في الحال بادره ... قبل التَّعرُّض للسُّال يرفده

كأنَّه مقسمٌ أن لا يرى أحدًا ... إلَّا ويشركه فيما حوت يده

<<  <  ج: ص:  >  >>