للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمضي إلى طالب الجدوى نداه كما ... يمضي إذا صال في حرب مهنَّده

يعطي فيهني العطايا بشر .... ... بلا مطالٍ ولا منَّ ينكِّده

يعصى فيغضي عن العاصي تكرُّمه ... سجيَّة سنَّها الماضي محمَّده

تقرُّ عن مدحه بالعجز ألسننا ... إذا أتت بقريضٍ فيه تنشده

وما عسى أن يقول الشِّعر في نفرٍ ... تأويل مجدهم التَّنزيل يورده

لكنَّ شكر أياديه لنا شرفٌ ... فكلَّما عمَّنا بالبرِّ نحمده

/٨٨ أ/ طوبى لعينٍ ولو في دهرها نظرت ... يومًا إليك وعبدٍ أنت سيِّده

فاسلم أبا جعفرٍ للملك ما هتفت ... ورقاء أرَّقها سجعٌ تردِّده

ممتَّعًا بدوام العزِّ مدَّرعًا ... ثوب البقاء لمعروفٍ تجدِّده

مع زرعك الخير في أقصى البلاد كذا ... نبت الضَّلال بسيف النَّصر تحصده

وأنشدني لنفسه في شوال سنة تسع وثلاثين وستمائة: [من الخفيف]

يا خليليَّ قد أتى نشر تشرين وولَّى بحرِّه أيلول

واستغاث الزَّمان حيَّ على الشُّرب وحنَّت إلى الكؤوس الشَّمول

فاشرباها كرخيَّةً حين تبدو ... تتوارى من الرِّجال العقول

واسقياني فإنَّ عصر التَّصّابي ... عن قليلٍ كمرِّ طيفٍ يزول

واعلما أنَّ كلَّ لذَّة عيشٍ ... وسرورٍ إلى فناءٍ يؤول

وخذا قبل فرقة الرُّوح حظًّا ... بسبيل الممات يبس السَّبيل

ولئن كانت اللَّيالي قصارًا ... فوقها فهي تحتها ستطول

فاصرفا الهمَّ بالمدامة فالرَّاح إلى كلِّ ما يسرُّ رسول

وبها إن خبرت سرُّ ما قلت إلى قرة العيون الوصول

/٨٨ ب/ وبها تذهب الهموم من الصَّدر ويشفى إذا حساها العليل

قهوةٌ ينظم المزاج عليها ... تاج درٍّ كأنَّه إكليل

أحدثت في زجاجة الكأس نورًا ... فسناها لها إلينا دليل

فتراها بين السُّقاة وذيل اللَّيل مرخًى كأنَّها قنديل

هي شمسٌ والكأسٌ برجٌ وساقي القوم قطبٌ لها وفينا الأفول

يتثنَّى بها إليك غلامٌ ... كقضيبٍ لدن القوام يميل

<<  <  ج: ص:  >  >>