للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاتر اللَّحظ أغيدٌ بابليٌّ ... حسن الوجه ريقه معسول

يمزج الكأس من رضاب ثناياه بعذبٍ ثناياه كأنَّه السَّلسبيل

بعذارٍ يقيم على محبِّيه فيغضي إذا رآه العذول

رشأ يجرح القلوب بطرفٍ ... بين جفنيه صارمٌ مسلول

كم قطعنا ما بين هذا وهاتيك ليالٍ فيما هو المأمول

فاغتنم عمرك القصير ودع ما قال غيري سدًى وخذ ما أقول

وقال في التاريخ، وقد رأى من قوم ما يقتضي ذلك: [من الخفيف]

جملة الأمر إبن آدم شيءٌ ... هو شرٌّ في جلده مكتوب

يدَّعي العقل والعدالة جهلًا ... وهو بالطِّبع جائرٌ ....

/٨٩ أ/ وقال: [من الخفيف]

جهلوا ما علمت فاستجهلوني ... ظلموني إذًا وما أنصفوني

أنكروني وقد عرفت خفيَّ الأمر من حالهم وما عرفوني

[٥٠٦]

عليُّ بن أبي بكر -واسمه عتيق- بن محمّد بن عليِّ بن خلف بن أيوب، أبو الحسن الأنصاريُّ.

من أهل بلنسية.

كانت ولادته في العشر الأول من المحرم سنة تسعين وخمسمائة، الفقيه الفاضل المقريء. قرأ القرآن بالسبع، وتفقه على مذهب الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وسمع الحديث النبوي كثيرًا بالأندلس وغيرها من البلاد.

وهو رجل يفوق أبناء وقته؛ دينًا، وفضلًا، وخيرًا، وعلمًا، مقلٌّ من قول الشعر.

سكن حلب وتديَّرها. رأيته في المدرسة المنسوبة إلى بني عصرون، وله بها جامكيّة يتناولها. وهو متصدر لإقراء القرآن العظيم بالجامع أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>