للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني لنفسه: [من الكامل]

ثق بالإله وكن به مستنصرًا ... يرعاك ربُّك في الفعال ويرشد

/٨٩ ب/ واقنع بما أعطاك ربُّك راضيًا ... إنَّ القناعة كنزها لا ينفد

إنَّ الوثوق بذي المعالي رفعةٌ ... يحظى بها العبد الرَّشيد الأسعد

ودع المطامع جانبًا فلربَّما ... ذلَّت رقاب أعزَّةٍ فاستعبدوا

ومكارم الأخلاق لا تدعنَّها ... فإذا فعلت فأنت أنت الأمجد

إيَّاك والكِّذب المثير عداوةً ... إنَّ الكذوب من الإله مبعَّد

والصِّدق أوَّل ما سلكت طريقه ... فهو الصِّراط المستقيم الأقصد

والغيبة إحذرها ولا تك آكلًا ... من جيفةٍ إنَّ المكارة تبعد

إنَّ النَّميمة خصلةٌ مذمومةٌ ... يسعى بها النَّذل اللَّئيم الأوغد

لا تحسدن أحدًا على ما عنده ... فالعاقل المغبوط من لا يحسد

وإذا غضبت فكن لغيظك كاظمًا ... فالغيظ نار جميرةٌ تتوقَّد

واحلم فإنَّ الحلم خير مطيَّةٍ ... من كان راكبها يجلُّ ويحمد

إنَّ التَّواضع للمكلَّف رفعةٌ ... وكذا التَّكبُّر ذلَّةٌ تتزيَّد

فذر الرِّباء فإنَّه شركٌ ودع ... ظلم العباد فإنَّه يتعوَّد

واجعل طعامك من حلالٍ خالصٍ ... فمطاعم الشُّبهات سمٌّ أسود

دع ما يريبك إن أردت سلامةً ... وخذ الَّذي لا ريب فيه تسدِّد

/٩٠ أ/ واشغل بذكر اللَّه وقتك واردًا ... نهر الحياة به فنعم المورد

واحفظ جميع وصيَّتي واعمل بها ... إيَّاك تتركها وعنها ترقد

واضرع إلى اللَّه العظيم .... وقريحة فهو الكريم الأوحد

فعساه يغفر ذنبنا وينيلنا ... دار السَّعادة حين يأتي الموعد

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الكامل]

يا جامع الدُّنيا وأنت تحبُّها ... مهلًا عليك لبعل عرسك تجمع

يزداد حرصك عند شيبك آملًا ... طول الحياة فليت شعري تشبع

ممَّا لغيرك نفعه وحسابه ... ردٌّ عليك فهل لرشدك ترجع

<<  <  ج: ص:  >  >>