للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكفُّ طرفي عن تبر وجنته ... مخافةً أن يذيبها النَّظر

أقول للبدر حين قابله: ... أيُّكما للتَّشابه القمر

جنت على وجنتيه عن خطأٍ ... لمَّا جنت ورد خدِّه الطُّرر

فأوجست خيفةً وبلبلها الرَّوع فجاءت إليه تعتذر

وقبَّلت أرض أخمصيه وما ... قبَّل أرضًا من قبلها شعر

[٥٠٨]

عليُّ بن إسماعيل بن المجنِّ بن يوسف بن غازي بن محمودٍ، أبو الحسن الدمشقيُّ.

قدم الموصل في حداثته، وهو مقيم بها، ويعرف بعليَّان النيّف؛ وسمي بذلك لأنّه كثير الإغراء بنتف لحيته والوالع بها. وحرفته التي يعتمد عليها الاستجداء بشعره للناس. وهو شيعي مغالٍ في الولاء. توفي بالموصل أوائل سنة أربع وثلاثين وستمائة.

أنشدني لنفسه من قصيدة طويلة، يمدح بها القاضي محيي الدين /٩١ ب/ أبا حامد محمد بن محمد بن عبد الله الشهرزوري: [من الكامل]

يا للرجال أما مجيرٌ منصف ... قد ملَّ صحبتي الغزال الأهيف

قمر الملاحة لو رآه يوسفٌ ... لصبا إليه من الملاحة يوسف

رشأ لعاشقه بروضة خدِّه ... وردٌ بألحاظ النَّواظر يقطف

فكأنَّ ريقته وبرد رضابه ... شهدٌ يمازجه شرابٌ قرقف

وكأنَّ غرَّته وفاحم شعره ... صبحٌ تكنَّفه ظلامٌ مسدف

يا عاذلي أصبحت غير مكلَّفٍ ... بالعذل والصَّبُّ العميد مكلَّف

حدِّثه ما بي من جوًى وصبابةٍ ... فعساه يسمع بالوصال ويسعف

أو قل له لو كنت شاهد مصرعي ... ما كنت تنكر بيننا ما تعرف

ومنها:

لهفي على عصر الشَّباب وطيبه ... وببعض حقِّي إنَّني أتلهَّف

أيَّام غصني ناضرٌ وشمائلي ... تصبي الحكيم وبدر تمِّي مشرف

وبوجنتي ماءً ونارٌ غاله ... ليلٌ العذار فشمس صحوى تكسف

<<  <  ج: ص:  >  >>