للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني منها -من لفظه وحفظه- بالموصل في أوائل سنة تسع وثلاثين وستمائة:

[من الخفيف]

أيُّها العاذل الَّذي كلَّما لنت له زاد وحشةً ونفورا

حمِّل القلب ما استطعت من الوجد تجدني عليه جلدًا صبورا

وكما أنت لا تصلني وذرني موثقًا في حبال شوقي أسيرا

وامنع الطَّيف أن يزور كأنَّ كلام الخيال إفكًا وزورا

/١٣٣ أ/ أنا قد لذَّلي الصُّدود وقد صرت على حمله جريئًا جسورا

ما رأيت الوصال يجدي على العشَّاق إلّا صبابةً وزفيرا

قد هداني حمل الغرام سبيلي ... ورآني له حميدًا شكورا

فوقاني ذلَّ الخضوع ولقَّاني من الهجر نضرةً وسرورا

كم تمزَّقت في هواك وكم بتُّ جليسًا للفرقدين سميرا

مستضيئًا بالشَّوق في ظلمات الهجر حتَّى قطعتها مستنيرا

وبسمعي عن طارق العذل وقرٌ ... للهوى يجعل السَّفيه وقورا

وعلى ناظري غشاوة صدقٍ ... في طريقي بها سبقت البصيرا

صدرت من موارد الحبِّ ألطافٌ تزوِّي الصَّدى وتشفي الصُّدورا

فاسألوني عن .... ومنها ... تجدوني بها عليمًا خبيرا

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الكامل]

أنا عارفٌ بصفات حبِّك جاهل ... متحيِّرٌ لم أدر ما أنا قائل

إن قلت بدرٌ فالبدور نواقصٌ ... عند الكمال ووصف حسنك كامل

أو قلت في آيات وجهك من أياة الشَّمس نورٌ فهي نورٌ زائل

أو قلت غصنٌ قال: قدُّك أيُّها المغرور هل للغصن خدٌّ سائل

/١٣٣ ب/ أو قلت: لحظك ظبيٍ قال لي: أنَّى وقد دانت لسحري بابل

أو قلت: ريقك خمرةٌ قال: اتَّئد ... ما تفعل الصَّهباء ما أنا فاعل

أو قست بالدُّرِّ المنضَّد ثغرك الوضَّاح، قال الثَّغر: ما هو غافل!

<<  <  ج: ص:  >  >>