للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرب ووقائعها.

وهو شاعر كثير الشعر، سهل عليه عمله، متدفق الطبع، وديوان أشعاره يدخل في عدّة مجلدات؛ غير أنَّ شعره من المرذول الساقط، ليس من المختار النادر. يظهر فيه العجرفة والركاكة واللحن الفاحش. وكان ينظمه بسبب أملاكه التي ببزاغا خوفًا من أن يغصبوه بالخراج، واشفاقًا من ذلك، وقد يمدح الملك الظاهر والملك العزيز لئلا يغلب عليه السلطنة ويصانع عنه.

أنشدني بمجلس القضاء بهاء الدين أبي محمد الحسن بن إبراهيم -أدام الله أيامه- يوم الخميس السادس عشر من ربيع الأول من ستة ثمان وثلاثين وستمائة، وذلك بمحروسة حلب، يمدح بها الملك العزيز: [من البسيط]

يا حسن القدِّ والتَّثنِّي ... ويا مليكًا بكلِّ حسن

ويا هلالًا بدا منيرًا ... يختال في ثوبه المسني

بأيِّ ذنبٍ فدتك روحي ... أعرضت دون الأنام عنِّي؟

يا شادنًا قد كساه ربِّي ... من حلل الحسن كلَّ فنِّ

/١٨١ ب/ ويا صغيرًا رجعت فيه ... مفتتنًا عند كبر سنِّي

لا تكثر الصَّدَّ والتَّجافي ... عليَّ والهجر والتَّجنِّي

فقل لمن لا مني عليه ... دونك عذري ولا تلمني

ولا تسلني عن التَّسلِّي ... عنه وعن غيره فسلني!

ومنها:

صوَّره الحبُّ في يقيني ... وخيَّب الدَّهر فيه ظنِّي

تشيَّع القلب في هواه ... وكان طول الزَّمان سنِّي

يا عاذلي في هواه دعه ... يبلغ ما عنده ودعني

فالدَّهر في دولة ابن غازي ... قد يسَّر الأمن والتَّمنِّي

الملك الواسع العطايا ... على البرايا بغير منِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>