لا برح التَّوفيقٌ والإرشاد ... والعزُّ والتَّأييد والإسعاد
يغشاهم طوعًا كما أرادوا ... دائمةً ليس لها نفاد
***
واشرح له قصَّة عبدٍ أصبحا ... عن داره وأهله منتزحا
عساه بعد خسره أن يربحا ... ويغتدي إلى العيال فرحا
***
فجاء في حسابه شطور ... وساءت الظُّنون والتَّقدير
وهكذا ما برح الضَّرير ... عزيز شكرٍ حظُّه يسير
***
كان له رسمٌ على الجماعه ... أولي الولايات والاستطاعه
قدرٌ يمشِّي الحال بالقناعه ... وأنفس القوم له مطواعه
***
فحين وافى لابتغاء رسمه ... مبادرًا في صحَّةٍ من عزمه
مغرِّرًا بروحه وجسمه ... خوف الفوات حذرًا من حسمه
***
/١٠٨ أ/ فصادف القوم وقد تغيَّروا ... كأنَّما تجمَّعوا واشتوروا
وأسهبوا بمطلهم وأضجروا ... وهو على ذلك حينًا يصبر
***
فأوَّل القوم الإمام القاضي ... ومن جميع الخلق عنه راضي
لم يكثر العبد له التَّقاضي ... خوفًا من الإملال والإعراض
***
ثمَّ ابنه العماد والمدرِّس ... الفخر والمحتسب المحتبس
ثمَّ أخوه الخازن الملتمس ... منِّي مدحًا حيث ضاق النَّفس
***
وكم سعى العبد إلى النَّقيب ... بعد الزَّعيم مكثر التَّرغيب
عند الضُّحى والظُّهر والمغيب ... وما رأى شيئًا سوى التَّعذيب