للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسعِّرها بالمشرفيَّة والقنا ... بكلِّ كميٍّ ثابت ليس يبرح

ترى الهام فيها طائرات كأنَّها ... جنادب من وقع الهجير تطرَّح

/١١٥ ب/ ولم تر إلاَّ عائمًا في دمائه ... وآخر من وقع السِّهام يرنِّح

ألا أيَّها الملك الرَّحيم ومن غدت ... بجود يديه الألسن الخرس تفصح

ولو سئلت صمُّ الشَّواهق لانبرت ... تحدِّث عن جدوى يديه وتشرح

تهنّ بنيروز أتاك مبشِّرًا ... بجد مع الأيام يمسي ويصبح

وعش ألف عام كلَّ يوم مهنَّأ ... بسعد به فيما تحاول تنجح

وخذ بعنان الدَّهر كيف أردته ... ذلولاً ولكن عند غيرك يجمح

[٥٢٣]

عليُّ بن محمّد بن عليِّ بن شفاعة الموصليُّ

من أبناء المواصلة.

كان أبوه عطارًا بشهر سوك.

وهو شاب قصير أسمر اللون، رديّ العينين، خفيف العارضين في رأسه حماقة يبغض نفسه إلى الناس، ويستثقلون منظره لكونه يتعاطى التِّيه والحمق.

وكنت ربّما جمعني وإياه مجلس صديق أو سوق الكتب فيورد من شعره شيئًا، ومما علق بذهني من شعره، وسمعته منه قوله في رجل وافى الموصل من مدينة إربل بشفاعة من أميرها أبي المكارم باتكلين بن عبد الله المستنصري /١١٦ أ/. يعرف طرفًا جيدًا من النحو، ويلعب الشطرنج حسنًا. ليعطي الجامكية الموقوفة بالمدرسة النورية على من شغل فيها النحو، وعلم الأدب، فتسلمه وأجرى عليه شهورًا، فقال:

[من البسيط]

يا منصب النَّحو قد أصبحت مضطهدًا ... من بعد ما كنت مثل اللَّيث في الخيس

اليوم نالك بالشِّطرنح لاعبه ... فما بقي غير لعَّاب الحواليس

لما انشدت الصاحب أبا البركات المستوفى هذين البيتين، استجادهما، وقال: لو قال غدا ينالك لعاب الحواليس، كان أجود في التطبيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>