للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تطيعه يوم الوغى خاضعةً ... بنو الملوك والعتاق الجرد

مقسِّم الآجال في الهيجاء بالعزم القويِّ حين ينبو الحدُّ

قد أصبح العالم في أيَّامه ... وضمَّهم من الهناء مهد

إلى وزير الوقت قصد شاعر ... لا خاب للرَّاجين منه قصد

لا زالت الأقدار طوع أمره العالي إليه حكمها يردُّ

[٥٢٢]

عليُّ بن عثمان بن فروح بن فرحاد بن ينكبخت بن شيرمد، أبو الحسن الموصليُّ

من أبناء الجند.

لهج بقول الشعر فصار له فيه طبع مؤات، وخاطر حسن. وله أشياء تستجاد في المديح والهجو والغزل وغير ذلك.

أنشدني لنفسه يمدح المولى المالك الرحيم بدر الدنيا والدين عضد الاسلام.

/١١٥ أ/ والمسلمين، محيي العدل في العالمين، كهف الضعفاء والمساكين، نصير أمين المؤمنين من قصيدة أولها: [من الطويل]

اسرب مها ام أعين العين تلمح ... أم الظَّبيات المرجحنَّات سنّح

تملَّك قلبي يوم منعرج اللِّوى ... وبرَّح بي شوقٌ هناك مبرِّح

ومنها في المديح:

وفي جود بدر الدِّين إصلاح حال من ... بصرف اللَّيالي حاله ليس يصلح

أشدُّ ملوك الأرض بأسًا وسطوة ... وأعظمهم حلمًا وأعفى وأصفح

وأصفاهم وردًا وأحماهم حمى ... وأمرعهم روضًا وليس يصوِّح

وأضفاهم ظلاً وأنداهم يدًا ... وأعلاهم مجدًا وأوفى وأرجح

رحيب الفنا صعب السُّطا واسع العطا ... أريح الثَّنا من جوده يترنَّح

أغرُّ يضيئ التَّاج من نور وجهه ... ويكسوه نورًا نوره المتوضِّح

إذا شهد الهيجاء يومًا وقد خبت ... وصال فمن أسيافه النَّار تقدح

<<  <  ج: ص:  >  >>