للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسكان قلب كالغصا لم نأيتم ... مع القرب من عين تفيض لحرِّه

وعدتم ووصل الطَّيف إن نام طرفه ... وأغريتموه والمنام بهجره

أعاذل لا والله ما أنت منصفٌ ... بلومك من لم تدر مؤلم ضرِّه

محالٌ بأن يهوى اختيارًا متيمٌ ... ووزرٌ بأن يثنيه لاح ....

وبالصَّبِّ رفض العذل أحرى لأنَّه ... يزيد إذا حلو الغرام بمرِّه

وما اللَّوم إلاَّ كالهواء إذا خبا ... لهيب الهوى أذكاه ....

وعيني رمت قلبي وأجرسي دموعها ... مقاصصة حمرًا حرارًا كجمره

/١٤٠ أ/ أأحبابنا رفقًا بقلب لديكم ... أسير هوى لم يستطع حمل أسره

إلى م تجنَّيتم عليه وصبره ... على قدم البلوى وحادث دهره

تظافرتم والدَّهر والعدل والهوى ... على دمه من غير هاد لهدره

ألم تعلموا يا ظالميه وحسبه ... عناية مولانا الوزير بأمره

وأنَّ نظام الملك قلّد جيده ... صنائع لم يطمح لها طرف فكره

أما جوده منسيه أول مرَّة ... أما هو بعد الله محسن نشره

ومن هو بعد الموت محييه لم يكن ... ليهمله ما عاش باقي عمره

وهل غير عبد الله يرجى ويتَّقى ... لما شاء من نفع القضاء وضرِّه

قديرٌ عظيمٌ يرهب الدَّهر بأسه ... وأراف خلق الله مع عظم قدره

تورَّع عن دنيا خوى كلُّ خيرها ... ليوم وقاه الله محذور شرِّه

ولمَّا أحبَّ الله دينًا أحبَّه ... وانطق أفواه المولك بسكره

وزيرٌ أنام الملك جذلان جدّه المؤرِّق طرف الجد في شدِّ أزره

بعزم يقرُّ العاصفات رواكدًا ... وحزم يردُّ السَّيل عن مستقرِّه

أقام منار الشَّرع شرقًا ومغربًا ... بأخباره الحسنى وإحسان خبره

هو العين يوم العدل من عمر ومن ... يناويه واو الوهم في حكم عمره

/١٤٠ ب/ له العمل المبرر يرضي كبيره الإله ويحظى الخلق طرّاً بجهره

فبالعدل والإحسان لم يبق شاكيًا ... لظم ولا من .... لفقره

به اخضرَّ عود الجود وامتدَّ ظلُّه ... وأهدى إلى الآمال يانع ثمره

ينادي ندى ناديه في جمع وفده ... إلى ابن عليَّ دونكم جمَّ وفره

<<  <  ج: ص:  >  >>