للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتوجه لمن وجه وجهه إليه إبراهيم الخليل، وقام على وجوده ووجوب وجدانيته الدليل، فزين الدنيا بزينة الكواكب، وأظهر في الأرض أنواع العجائب.

والإقرار بنبوة من ظهرت على .... ذكرنا آنفًا من الآيات الخارقة للعاداتت؛ فإنّه لا يسمع به أحد ولا يؤمن به إلاَّ كان من أصحاب النار، وحقَّت عليه كلمة العذاب في دار البوار.

/١٦٧ ب/ فأسلم تسلم أيها الملك، ويكون لك مالنا وعليك ما علينا. فإنَّ إسلامك إن منَّ الله عليك به من أسنى التحف الواصلة إلينا.

وأما ما أتحفتنا من هدية، واطرفتنا به من طرفة سنية؛ فما آتانا الله خير مما آتاكم، بل أنتم بهديتكم تفرحون، إلاَّ أنا اتبعنا لنبينا –صلى الله عليه وسلم- في قبوله للهدية، لما جبله الله عليه من الخلق الكريم، وطمعًا في أن يهديك الله بلطفه الصراط المستقيم. قابلناها بالقبول، وثنينا عنان النظر إليها، واقتدينا بان عمّنا –صلى الله عليه وسلم- في الإنابة عليها.

وبعثنا إليك كتابًا .... يسمى: "بستان الألباب" يفتر عن جواهر الحكم وزواهر الآداب، ومطالعتك له تطلعك على أنَّ اسمه لمسماه موافق، ونعته لمعناه مطابق، .... بما تيسر تناوله علينا، من الخزائن الحاضرة لدينا؛ معتذرين لديك من النقص، ومقابلة مجلسك بالنزر اليسير، لكن الملوك لو تهادت على قدر أقدارها، وعظم أخطارها لضاقت من ذلك أحوالها، .... وفنيت أموالها.

وإنّما الهدية وإن /١٦٨ أ/ قلت دليل الاحتفال بالمهدي إليه والإقبال. والسلما على من اتبع الهدى، وقال: {إنَّي من

<<  <  ج: ص:  >  >>