المسلمين}، و {لحمد لله ربّ! ِ العالمين}، والعاقب للمتقين وصلى الله على محمد خاتم النبيين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه أجمعين، والسلام عليه وعليهم إلى يوم الدين".
[٥٣٣]
عمر بن أحمد بن أبي بكر بن مهران، الإمام أبو حفص الضرير النحويُّ العيسفنيُّ.
شيخنا.
كان مولده بقرية من سواد العراق تسمى موهرر، وقدم صغيرًا إلى عين سفنة قرية من نواحي الموصل، فسكنها مدَّة فنسب إليها.
ثم ورد مدينة الموصل، وحفظ كتاب الله –تعالى- وطلب العلم، وجدّ في الاشتغال، ولازم الشيخ أبا الحرم مكي بن ريان بن شبة الماكسيني النحوي. وبرغ فيما قرأ عليه حتى صار أنحى أهل زمانه، وأعلمهم بالنحو والعروض والقوافي والتصريف واللغة ومعاني الشعر وسائر فنون الأدب؛ فلمّا توفي شيخه أبو الحرم قام مقامه، وجلس مكانه وأقرأ الناس النّحو والآداب.
/١٦٨ ب/ وتصدّر وأفاد خلقًا كثيرًا، وانثال عليه جماعة كثيرة ممن هو في طبقته من أصحاب الشيخ أبي الحرم، وأخذوا عنه حتى أقرَّ له كلَّ عالم، واعترف بفضله كل أديب.
وكان مفرط الذكاء، وسريع الحفظ، قوي النفس وقت القراءة عليه، لم يقبل من أحد جزاءً وولا ثوابًا. وكان له يد في علوم أخر؛ كعلم الحساب، والفقه على مذهب الإمام الشافعي –رضي الله عنه-. ومع ذلك لم يكن في عمل الشعر كبير يد. وكان يرفع نفسه عن نظمه؛ وربّما وقع له معنى فيقول فيه أبياتًا يسيرة لم يظهر عليها طلاوة.
وكانت وفاته يوم عيد الفطر بالموصل سنة ثلاث عشرة وستمائة، ودفن ظاهر